الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تنصحونني بإعادة الحقن المجهري؟

السؤال

السلام عليكم..
أنا سيدة أبلغ من العمر 35 عاماً، قمت بعملية الحقن المجهري قبل خمس سنوات، بسبب مشكلة عند زوجي، ورزقت بطفل والحمد لله، والآن أردت إجراء العملية مرةً أخرى عند طبيبي السابق، وقمت بعملية التنشيط باستخدام الإبر، وكان لدي سبع جريبات، وعند السحب حصلنا على خمس بويضات، ولكنها كانت ذات نوعية سيئة غير قابلة للتلقيح، باستثناء واحدة فقط تم تلقيحها، وحصلنا على جنين قمنا بتجميده، وقال الطبيب أنه أصبح لدي مشكلة في المبايض، فهي أكبر من عمرها الحقيقي، وغير قادرة على إنتاج بويضات جيدة (مع العلم أن دورتي منتظمة ولا أعاني أي مشاكل).

وقال أننا أمام خيارين:
إما أن نلجأ لاستعمال بويضة من سيدة أخرى، وقد جزمت بالرفض قبل أن يتم حديثه؛ لعلمي بعدم جواز ذلك.

وكان الخيار الثاني: أن نقوم بعمليات تنشيط وسحب متتالية لتجميع عدد من البويضات، وبالفعل قمت بثلاث عمليات متتالية بفاصل شهر واحد بين العملية والأخرى، وقد استعملت كلوميد فقط، ولم أستعمل الإبر، حيث قال الطبيب أنه بسبب وضعي لا فائدة من الإبر، والنتيجة واحدة، وفي العملية الأولى كان لدي خمس جريبات، وعند السحب حصلنا على بويضة واحدة والباقية كانت فارغة، ولكن هذه البويضة كانت جيدة، وحصلنا على جنين ثاني والحمد لله.

في العملية الثانية كان لدي جريب واحد، وعند السحب تبين أنه فارغ، وفي العملية الثالثة كان لدي سبع جريبات، وعند السحب كانت جميعها فارغة، ثم شعرت باليأس وقررت التوقف عن هذه العمليات رغم محاولة الطبيب إقناعنا بالاستمرار للحصول على جنين إضافي على الأقل، وبعد شهرين من تاريخ آخر عملية قمت بترجيع الأجنة (اثنان) وحصل حمل والحمد لله، ولكن نتائج تحاليل bhcg كانت مضطربة؛ حيث ترتفع ولا تتضاعف أو تنخفض، وبعد شهر ونصف حصل الإجهاض والحمد لله على كل حال.

كان رأي الطبيب أن سبب الإجهاض هو نوعية بويضاتي؛ فرغم أنها تلقحت، ولكنها أنتجت أجنة غير قابلة للحياة، وقال بأنه لم يعد أمامي خيار سوى اللجوء إلى استعمال بويضة من سيدة أخرى متبرعة ( ونحن نقيم في بلد غربي، ولكن هذا الفعل غير قانوني هنا)، وعندما أخبره زوجي بعدم قانونية هذا الأمر أخبرنا الطبيب أنه يقوم بهذا النوع من العمليات في بلد مجاور لنا يسمح بهذا، حيث أنه يقوم بجمع عدد من السيدات والسفر لإجراء هذه العمليات لهن جميعاً في يومٍ واحد.

والصراحة أني بعد هذا قد شككت في أمر طبيبي، وخشيت أن يكون قد خدعنا لغاية بنفسه (رغم أنه عربي مسلم)، فهل أطرد وساوسي وأثق بما قاله طبيبي وأفقد الأمل، أم هل ألجأ إلى طبيب آخر وأكرر المحاولة؛ حيث أني أشعر بالتردد بسبب أن جسدي قد أنهك، بالإضافة للتكلفة المرتفعة؟

أعتذر عن الإطالة، وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ المتضرعة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

عوضك الله عز وجل بكل خير، وحفظ لك طفلك الجميل، وجعله قرة عين لك.

في عمليات أطفال الأنابيب يتم عادة تقييم لمخزون المبيض عن طريق عمل تحليلين، هما:
ال FSH-AMH, لكن هذه التحاليل يجب أن تكون موجهة فقط, أي حتى لو أنها أظهرت بأن مخزون المبيض قد بدا يضعف, فهذا لا يعني بأنه لا يمكن استعمال المنشطات أو لا يمكن حدوث الحمل.

وطالما أن هنالك بويضات تتطور عند إعطاء المنشطات، فهذا يعني بأن المبيض يستجيب، ويجب الاستمرار في محاولة التنشيط بغض النظر عن نوعية البويضات التي تم الحصول عليها في محاولات سابقة.

بمعنى أوضح - يا عزيزتي- في مثل حالتك يجب الاستمرار في تنشيط المبيض لأنه ما زال يستجيب على المنشط ويطور البويضات, وكوني لم أطلع على تفاصيل حالتك، ولم أطلع على نتائج التحاليل الهرمونية فيها, فلا أعرف لم قال لك الطبيب أنه لا يجوز استخدام الإبر, فالحالات التي لا يتم استخدام الإبر فيها هي حالات نادرة جدا, ونقص مخزون المبيض أو ضعف المبيض ليس من ضمن هذه الحالات.

إن استخدام بويضات من سيدة متبرعة أو حيوانات منوية من رجل متبرع هو أمر يعارض مبادئ ديننا الحنيف، وحسب معلوماتي فإنه لا يتم في أي من دولنا العربية, وشيوخنا الأفاضل عندما أفتوا بجواز اللجوء إلى عملية أطفال الأنابيب للمساعدة على الحمل كان ذلك ضمن شروط محددة أهمها:
أن تتم عملية الإلقاح في المختبر بين بويضات مأخوذة من مبيض الزوجة وبين حيوانات منوية مأخوذة من زوجها, وأن يكون كلا الزوجين على قيد الحياة، وأن تكون الرابطة الزوجية بينهما ما تزال قائمة (أي لم يحدث انفصال).

نصيحتي لك هي بالتوجه إلى طبيبة أو طبيب آخر, والأفضل أن يكون هذا الطبيب تابعا لمركز مختص في معالجة العقم وعمليات أطفال الأنابيب, فمثل هذه المراكز تضم عادة أكثر الأطباء خبرة، وتعمل ضمن القوانين المسموح بها دينيا وطبيا.

أسأل الله عز وجل أن يرزقك الذرية الصالحة التي تقر بها عينك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً