الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من تعكر المزاج والملل واضطراب النوم، فما تشخيص حالتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أسعد الله مساءكم، وأشكركم على إنشاء هذا الموقع جزاكم الله عنا كل خير.

أعاني من عدة مشاكل تعيقني عن تطوير نفسي، وممارسة حياتي بشكل طبيعي، ألا وهي:

1- كثرة التفكير والهواجس غير المنطقية والسخيفة أغلب يومي.
2- سرعة الملل سواء كان الحدث ترفيهياً أو غيره، مثال: أشعر بسرعة الملل عند مشاهدة الأفلام أو قراءة الكتب أو عند مصاحبة الأصدقاء.
3- عدم الصبر والاستعجال والاندفاعية: سواء عند الأكل أو اللهو أو المهام، إلى درجة حتى وأنا أكتب هذه الاستشارة الآن أريد الانتهاء بسرعة وإرسالها لكم.
4- عدم التركيز أثناء محادثة الآخرين والاضطراب أثناء الكلام.
5- تقلب المزاج.
6- كره الأماكن العامة والتجمعات العائلية ومحاولة تجنبها بقدر الإمكان.
8- اضطراب في النوم: فأحيانا أنام جيداً، وأحيانا لا أنام إلا ساعات قليلة.
7- كثرة هز الرجلين أثناء الجلوس.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمعظم الأعراض التي ذكرتها تنمُّ عن أعراض قلق وتوتر واضح، لكن المهم أنك لم تذكر المدة، هل هذه الأشياء معك منذ مثلاً سِن الثامنة عشرة أم حصلت قبل فترة وجيزة؟ لأن هذا مهمٌّ في التشخيص.

إذا كانت هذه الأعراض مستمرة معك منذ أن بلغت الثامنة عشرة وحتى الآن فهذا يعني أنها أصبحت صفات وسمات في شخصيتك، وهذا يدلّ على اضطراب الشخصية.

أمَّا إذا كانت غير ذلك وحصلت قبل وقت مُحدد مثلاً ستة أشهر إلى سنة، فهذا يدلّ على أنها أعراض اضطراب قلق - أخي الكريم - والمهم في هذا أن العلاج مختلف.

فإذا كانت هذه الأعراض أصبحت سمة من سمات شخصيتك فهنا العلاج يكون غالبًا علاجًا نفسيًّا، الشخصية لا تتغيَّر إلَّا من خلال العلاج النفسي طويل المدى، وأن تكونَ مُشاركًا فيه بفعالية.

أمَّا اضطراب القلق العام فيمكن علاجه بالأدوية، مثل أدوية الـ SSRIS ومنها الـ (سبرالكس) أو الـ (باروكستين) أو من فصيلة الـ SNRIS مثل الـ (فلافاكسين) أو (دولكستين)، كل هذه الأدوية فعّالة في علاج القلق - أخي الكريم - والعلاج النفسي، وبالذات العلاج النفسي السلوكي الاسترخائي، فهذا يُساعد كثيرًا في علاج القلق.

هذا التفصيل مهمٌ جدًّا لتحديد العلاج - أخي الكريم - فهل هذه الأعراض كانت منذ فترة طويلة - أي: منذ سن الثامنة عشرة - ؟ أم بدأت من فترة وجيزة؟ وعليه عليك الذهاب إلى طبيب نفسي لتحديد التشخيص النهائي، وإعطائك العلاجات.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً