الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من صعوبة النوم.

السؤال

السلام عليكم.

مشكلتي ببساطة هي: أنني أنام نوما طبيعيا سواء كان متأخرا أو باكرا (10:30-12 مساء)، وأستيقظ يوميا الساعة الثالثة والرابعة صباحا، وذلك منذ 4 أشهر، ولا أستطيع النوم، مع أنني أكون نعسان جدا، ولا أستطيع أن أغمض عيني، أشعر بأن أعصابي فقط تظل مستيقظة.

لا أشكو من شيء عضوي أو ألم -والحمد لله-، وأثناء استيقاظي لا أفكر ولا أكون منشغلا أو قلقا بأي شيء، فقط مستيقظا لا أفكر إلا في كيفية النوم ولكن دون جدوى.

معدلي في النوم هو 3-4 ساعات فقط، التي أنامها في بداية الليل قبل استيقاظي، ولا أنام في النهار أو بعد الرجوع من العمل، ولا أعلم ما الحل، ولكنني أريد حلا لمشكتي، أرجوكم لقد اقتربت من أن أفقد أعصابي بسبب قلة النوم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فاضطرابات النوم تنقسم إلى قسمين:
• اضطرابات أوليَّة: أي المشاكل في النوم فقط، ولا تكون نتيجة مرض نفسي.

• اضطرابات ثانويّة: أي التي تكون نتيجة اضطراب نفسي.

وأكثر الأمراض النفسية التي تُسبب اضطراب النوم هو الاكتئاب في المقام الأول، ثم يأتي بعد ذلك القلق، ودائمًا عندما يشكو الشخص من النوم يجب أن نبحث هل هناك سبب في ذلك، وبالذات الأسباب النفسيّة، وأحيانًا (طبعًا) الأمراض العضوية تؤدي إلى مشاكل في النوم، ولكن هذه تكونُ واضحة، الإنسان يكون عنده مرض عضوي يؤثّر على نومه، ولأجل علاجك لا بد من معرفة السبب في الأول، إذا كان سببًا نفسيًّا بالرغم من أنك لا تشكو لكن قد تكون هناك أعراض للاكتئاب أو للقلق لم تذكرها في هذه الاستشارة، فمعرفة السبب مهمّة جدًّا لعلاج مشكلة النوم.

ولكن إذا كانت مشكلة النوم منذ فترة طويلة وليس هناك سبب عضوي أو سبب نفسي، فهنا يمكن أن تُعالج كاضطراب من اضطرابات النوم، والآن هناك عيادات لمشاكل النوم يكون فيها عادةً طبيب نفسيّ وطبيب للمخ والأعصاب، وقد تُجرى دراسات وفحوصات، بل هناك الآن معامل لاختبار مشاكل النوم، وعمل تخطيط للدماغ، وهكذا.

وحتى تُقابل طبيبًا نفسيًّا -أخي الكريم- لحل المشكلة نهائيًا يمكنك الآن استعمال بعض الأدوية التي تُساعدك، ولذلك أرشّح لك دواء (ميرتازبين/ريمارون) خمسة عشرة مليجرامًا، هو في الأصل مضاد للاكتئاب، ولكنه مُهدئ ويُساعد على النوم، وليس به إدمان، خمسة عشرة مليجرامًا، تأخذه ليلاً، ويمكنك أن تستمر فيه لمدة شهرٍ إلى ثلاثة أشهر، حتى ينتظم النوم تمامًا، وبعد ذلك يمكن أن تُوقفه، هذا إذا لم يكن في استطاعتك مقابلة طبيب نفسي، ولكن الأفضل أن تُقابل طبيبًا نفسيًا في الأول، حتى يقوم بعمل فحص شامل لك، (فحص نفسي)، ويحاول إيجاد السبب ويُعالجه.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً