الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من النسيان وضعف الذاكرة.

السؤال

السلام عليكم..

عمري أربعون عاما، أعاني من ضعف الذاكرة، وكلما أضع شيئا في مكان لا أتذكره، وحتى أنني أقول أشياء لا أتذكر أني قلتها، وعندما أستمع لشيء أتذكره في وقته، وبعد قليل لا يكون بذاكرتي.

أفيدوني أفادكم الله.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ منى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء.
ضعف الذاكرة أو تشتتها في مثل عمرك غالباً لا يكون سببه عضوياً، لكن يجب أن تقومين بإجراء فحوصات طبية أساسية، أولاً: مهم جداً أن تعرفي مستوى إفراز الغدة الدرقية، لأن ضعف إفراز الغدة الدرقية ربما ينتج عنه اضطراب في الذاكرة وضعفها، وكذلك نقص فيتامين د، هذه من أهم الأسباب التي تسبب اضطراب الذاكرة ويمكن علاجها في ذات الوقت.

فيا أيتها الفاضلة الكريمة: اذهبي إلى الطبيب، الطبيب الباطني أو طبيب الأسرة ليقوم بإجراء هذه الفحوصات، قطعاً الفحوصات الأساسية أيضاً مثل: معرفة مستوى الدم، والسكر، ومستوى الدهنيات، ووظائف الكبد، ووظائف الكلى، هذه كلها فحوصات أساسية وضرورية، وإجراءها ليس بالصعب أبداً، وحين يتأكد لك أنه لا يوجد لديك أي سبب عضوي، وإن وجد سبب عضوي يمكن أن يعالج، بعد ذلك نفكر في الأشياء النفسية.

أهم سبب لضعف الذاكرة من الناحية النفسية هو: الاكتئاب النفسي، وكثير من النساء في مثل عمرك قد يصبن بالاكتئاب النفسي، والاكتئاب ليس من الضروري أن يظهر في شكل أحزان وكدر وسأم ويأس، قد يظهر في شكل ضعف في الذاكرة، افتقاد للطاقات النفسية والجسدية، وافتقاد للدافعية هذه أحد الأعراض التي نشاهدها كثيراً لدى بعض النساء.

فإن كان لديك شيء من هذه الأعراض، فهذا يعني أن الاكتئاب هو السبب في ضعف الذاكرة، وهذا نسميه بالاكتئاب المقنع، وعلاجه أيضاً ليس بالصعب أبداً، محسنات المزاج ومضادات القلق والتوتر تساعد كثيراً في علاج مثل هذه الحالات.

وإذا لم يكن هنالك لا سبب نفسي ولا سبب عضوي الأمر قد يتطلب منك فقط ترتيب نمط حياتك، وأهم شيء:
أن تنامي ليلاً نوماً مبكراً، النوم المبكر يجعل الإنسان في حالة استرخاء تام تستقر خلايا الدماغ؛ مما يسهل عملية الذاكرة والتذكر، ممارسة تمارين رياضية كرياضة المشي مثلاً أيضاً تحسن التركيز، قراءة القرآن بشيء من التركيز والتجويد والتمعن والاستنباط لمعانيه هذا أيضاً يحسن من التركيز، والتواصل الاجتماعي وكثرة القراءة والاطلاع أيضاً تحسن التركيز، هذا هو الذي أود أن أنصحك به وأرجو أن تتخذي الخطوات التي ذكرتها لك، وإن شاء الله تعالى تتحسن ذاكرتك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.. وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً