الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب معاناتي من الوساوس والتوتر رغم أن حياتي مستقرة؟

السؤال

السلام عليكم..

أصبت بالوسواس القهري منذ 2012، وأخذت علاجا حتى 2017، عندما قررت أن أوقف الدواء (باستشارة الطبيب)، لأني لست بحاجة له مثل قبل، وقد تحسنت حالتي، قرأت كثيرا عن نوبات الهلع والوسواس، وعلمت أني لست الوحيدة، ولكن يوجد الكثير من الأهل والأصدقاء حولي لديهم نفس المرض، ولكن الخجل أو الخوف يمنعهم من الاعتراف به.

الآن بعد حوالي عام ونصف بدون دواء بدأت أحس بتوتر مرة أخرى بلا سبب، ولكني أحاول التحكم به، ولكنه متعب للأعصاب، في بعض الأيام ألاحظ إصبعي يرتجف، وأنا أكتب على الموبايل، أو أمسك كتابا بدون أي سبب أو مقدمات، ويستمر لمدة دقائق معدودة ويختفي والحمد لله، ذهبت لطبيب مخ وأعصاب، وبعد الكشف أكد أني سليمة والحمد لله، معظم فحوصات الدم سليمة فيما عدا ارتفاع الكوليسترول، وأحيانا نقص فيتامين د ، آخذ علاجا عندما يكون ناقصا، مع العلم بأني آخذ Omega 3, Magnesium, B6 بانتظام، وأمشي مرتين في الأسبوع، وأواظب على الورد اليومي وجميع الأذكار والفروض والطاعات على قدر الإمكان، طبعا عندي بعض الذنوب كالنميمة والغيبة.

أعطاني الطبيب Xanax لاستخدام ½ حبة عند اللزوم والتوتر، ولكني لا أحبذ استخدامه؛ لأني دائما أقرأ عن الآثار الجانبية، وأحاول ألا أستخدم أي دواء إلا للضرورة القصوى، فبماذا تنصحني؟ أرجع للدواء مرة أخرى (cipralex 10mg) أم أستمر بدون دواء لفترة أخرى؟ ولماذا ما زال عندي توتر رغم أن كل شيء في حياتي ممتاز، ولا أشتكي من أي مشاكل عائلية، وأعمل، وأولادي بخير وصحة، والله أعطاني أكثر مما كنت أتخيل أو أستحق الحمد لله، فلماذا هذا التوتر؟ دائما أدعو: اللهم أني أعوذ بك من الهم والحزن، واللهم إني أسألك العافية، وكل الأذكار الخاصة بالهم والأرق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، إن شاء الله أنت بخير وسوف تظلين على خير، حياتك حياة طيبة ومستقرة، والإيجابيات كثيرة جداً، وهذا في حد ذاته يزيد من فاعلية الإنسان النفسية، الأعراض البسيطة التي تنتابك الآن لا أسميها انتكاسة، إنما هي نوع من الهفوة النفسية البسيطة، والوساوس القهرية بما أن القلق مكون رئيسي لها قد تحدث شيء من الانتكاسات أو الهفوات البسيطة من وقت لآخر.

والطريق الذي تسيرين عليه وهو الطريق الإيجابية، والتوكل، والحرص على عباداتك، وتواصلك الاجتماعي الجيد، وحسن إدارة وقتك، وممارسة الرياضة، هذه هي أحسن الوسائل التي تقي من الانتكاسات، وكذلك الهفوات، كوني أكثر إيجابية في تفكيرك، حقري أي فكر سلبي أو فكر وسواسي، وأتفق معك أن تناول الزاناكس لا داع له، وحتى موضوع الأوميجا ثري والماغنيسوم والبي 6 ، أرجو أن لا تكثري منها، الإسراف في هذه الأشياء أيضاً غير محبذ، خاصة إذا كنت تتناولينه في غذاءك بصورة صحية ومنتظمة، قومي بالفحوصات الأساسية والضرورية مرة كل 6 أشهر، هذا هو الذي أراه أنسب وأفضل ويساعد في تطور الصحة الجسدية والنفسية.

بالنسبة للدواء: بالفعل لا داعي للزاناكس، لكن يفضل أن تأخذي جرعة بسيطة من السبرالكس، ولمدة قصيرة، ذلك قطعاً يساعد إن شاء الله تعالى في اختفاء هذه الهفوة كاملة، ابدئي السبرالكس بجرعة 5 مليجرام يومياً لمدة أسبوع، ثم اجعلي الجرعة 10 مليجرام يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها 5 مليجرام يومياً لمدة 10 أيام ثم 5 مليجرام يوم بعد يوم لمدة 10 أيام أخرى ثم توقفي عن تناول الدواء هذه جرعة صغيرة وبسيطة ولمدة قصيرة، وأعتقد أنها سوف تمثل دعماً كيميائياً كاملاً بالنسبة لك لتختفي كل أعراض هذه الهفوة إن شاء الله تعالى.

أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً