الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أرجو مساعدتي في توجيه ابني في كيفية البعد عن صديق السوء.

السؤال

السلام عليكم

ابني عمره 15 عاما، كان له صديق جار لنا في الحي الذي كنا نسكن فيه في الماضي، وهذا الصديق كان صديق سوء، كاد أن يدخله في ورطات ومشاكل كبيرة من سرقة وتدخين، وأيضا عنده مشاكل أسرية بين والديه وأسرته في حالة غير مستقرة، لولا -فضل الله عليه ورحمته- وفي ذلك الوقت تقربت إليه بهدوء، وعرفته خطورة هذا الشخص، ولما علم أنه يريد أن يؤذيه، ويكون معه في المشكلة وتوريطه أدرك بالموقف وبعد عنه.

الشاهد في الأمر: أن ابني بعد مرور ما يقرب من سنة عاد مرة أخرى للولد ذاته، بعد أن اعتذر له أكثر من مرة، وكان يقبل الاعتذار لوجوده أيضا مع أصدقاء آخرين عاديين، ولكن كان متسترا على هذه الصداقة، وحريصا على أن لا أشعر أو أحس بعودة هذه العلاقة، إلا أن الله -عز وجل- جعلنى أعرف بهذه العلاقة، فلم أتمالك نفسي، ووبخته على هذا الموقف، وألزمته بأن ينهي هذه العلاقة فورا، وإلا لن أكون راضيا عنه.

بعدها أصبح ابني في صراع بين الاستمرار مع صديقه أو تركه لرضا أبيه، وبدأت أقترب إليه وأحاوره وأشرح له معيار الصداقة والأسس كيف تكون، ولكنني أشعر أنه مكسور بسبب منعه من هذا الشخص، وهو يسأل أين البديل يا أبي؟ قلت له: ادع الله أن يرزقك الصاحب الصالح، وهو الآن في توتر وقلق لهذا السبب، وأنا لا أعرف كيف أستمر في علاج هذا الموضوع.

أرجو إفادتي، علما بأن ولدي شخصية محترمة، وهادىء بطبعه، وحريص جدا على رضا والديه، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فمرحبا بك -أخانا الفاضل- الحريص على الخير في موقعك، وزادك الله حرصا وخيرا، وأقر أعيننا بصلاح أبنائنا وأصدقائهم، وأصلح لنا ولكم الأحوال، وحقق في طاعته ورضاه الآمال.

أسعدنا حرصك على أن يكون ابنك في رفقة الصالحين، وأفرحتنا طاعة ابنك لك وبره بك، وقد أحسنت فللصديق أثر كبير على الإنسان، والصديق الصالح نعمة كبرى على الإنسان حتى قال الفاروق -رضى الله عنه- ما أعطى الإنسان بعد الإسلام نعمة أفضل من صديق حسن يذكره بالله إذا نسى، ويعينه على طاعة الله إن ذكر.

وقد أحسنت بإبعاده عن الصديق المذكور أول مرة، حتى كنت سببا في نجاته من الورطات بعد توفيق رب الأرض والسموات، أما الآن فنوصيك بما يلي:

1- الدعاء لنفسك ولولدك.

2- مصادقة ابنك والقرب منه، فالأب الناجح أول وأهم صديق لأبنائه وبناته.

3- الاجتهاد في إقناعه، فقد قيل: إذا أردت أن تطاع فعليك بالإقناع.

4- إعطاء الابن مهام ومسؤليات تشغله عن الأصدقاء الذين ترتاب من قربه منهم.

5- الذهاب به إلى بيئات الطيبين لعلة يجد أصدقاء صالحين.

6- إعطاءه توجيهات، وتكون معاني الثقة في نفسه حتى يؤثر ولا يتأثر، ويقود ولا يقود، وتنمية الحس الدعوي عنده، وتقوية شخصيته.

7- السماح له بقضاء أوقات قليلة مع الأصدقاء مجتمعين، مع تأكيد فكرة الانسحاب التدريجي من تلك الرفقة.

8- تجنب الإساءة الدائمة لأصدقائه؛ لأن الشاب في السن التى فيها، يفهم أن ذلك نقص فيه، وتشكيك في قدراته.

9- الاتفاق معه على وضع معايير، وتحديد صفات الصديق الصالح.

10- تقنين الدخول والخروج، وتحديد الزمن والأماكن المتاحة شريطة أن يكون كل ذلك بالحوار والتفاهم.

11- أشعره بالأهمية، وبحاجة الأسرة الدائمه إليه.

وهذه وصيتنا لكم بنقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، أسعدتنا هذه الاستشارة، وأفرحنا تواصلكم، ونسعد بكم في موقعكم، وبارك الله لكم وفيكم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً