الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أسباب داء الثعلبة وطريقة العلاج منها

السؤال

منذ الصغر تظهر لي ثعلبة في شعري، ثم تختفي، ولكن في هذه الأيام ظهرت بصورة واضحة وكبيرة عن ذي قبل، وهي معي حتى الآن منذ 7 أشهر، علماً بأني قد كشفت عليها، ولكن الجميع يقول لي إنها عامل نفسي، وستذهب وحدها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

إن الثعلبة والتي اسمها العلمي هو (الحاصة البقعية) هي من أمراض الشعر المناعية، وهي مرض غير معد وغير مؤذ إلا من شكلها، وقد تدل على وجود تهيؤ لمرض مناعي عند صاحبها، ويكون الجلد المصاب أجرد تماماً وأملس ومحدداً، وغالباً ما يكون هناك تاريخ ابتداء ثم تطور وانتشار، أي تنتشر إلى المواضع المحيطة بالتدريج، ولا يغطيها قشور ولا وسوف، ولا يتغير لونها إلا إذا تهيّجت بسبب التدخلات الخارجية، وأغلب المواضع إصابة هي الفروة (جلد الرأس)، وقد تُصيب أي بقعة مُشعرة حتى الأجفان والأهداب، وقد تكون معممة لكامل الرأس أو كامل الجسم، ولكن هذا أقل شيوعاً وله الأسباب المهيئة.

وقد ذكرنا في أسبابها أنها إما مناعية (إن ترافقت مع أمراض مناعية كالسكري والدرق)، أو وراثية (إن ترافقت بمرض المنغولية)، أو تحسسية (إن ترافقت مع الأكزيما البنيوية).

ومن الأشياء التي تُضعف المناعة والمتهمة في إثارة الثعلبة الإنتانات، مثل البؤر الصديدية أو الإنتانية الخفية أو الظاهرة، أو نخرة سنية غير معالجة، أو القلق الشديد، أو الحالة النفسية غير المستقرة، فالحالة النفسية إذن ليست هي السبب ولكنها من العوامل المساعدة عند المهيئين للمرض، ويفضّل فحص الأسنان واللوزتين والجيوب، وعلاج ما يحتاج علاج، ثم فحص العيون، فقد يحتاج المريض لنظارة وهو لا يستخدم.

وقد تعود الثعلبة بعد التحسن بعودة الأسباب.

العلاج:
1- علاج ما يمكن من الأسباب، وتجنب القلق والانفعال قدر الاستطاعة.

2- تحسين مناعة المريض العامة.

3- هناك ما يُسمى المبيغات الموضعية (أي مهيجات الجلد لإحداث توسع وعائي واحمرار) وهي تُفيد في إحداث التهاب يؤدي إلى العودة إلى نمو الشعر في أغلب الحالات.

4- المراهم الكورتيزونية الموضعية، تحت إشراف طبي (يجب ضبط قوة الكورتيزون ومدة العلاج لتجنب الآثار الجانبية) .

5- الحقن الكورتيزوني الموضعي، المدد 1 إلى 7 من التريامسينولون، ويحتاج إلى حذرٍ شديد على الفروة (تحت إشراف طبي).

6- العلاج الضوئي الكيميائي الموضعي، وهو أقل فائدة من الجهازي، (أي حبوب، ثم التعرض للأشعة فوق البنفسجية) ويحتاج على الأقل 60 جلسة، بمعدل 3 جلسات أسبوعياً ليبدأ التحسن (تحت إشراف طبي).

7- في الحالات المنتشرة أو المعندة (التي تُقاوم) قد تُعطى الكورتيزونات عن طريق الفم، ولكن ضمن شروط إعطائها من مراقبة ضغط الدم وسكر الدم، وتعويض الشوارد وغيره (تحت إشراف طبي).

8- وأخيراً: معدلات أو مغيرات المناعة، مثل مستحضر سايكلوسبورين إي، مع مراقبة تصفية الكرياتينين بمعدل كل أسبوعين مرة تحت إشراف طبي.

9- العلاج الأنسب هو العلاج الذي يقدر لكل حالة بحالها، فالمتوضعة الجديدة غير المعممة الكبيرة، والذكر غير الأنثى، والصغير غير الكبير...وغيره الكثير.

ما ننصح به هو المتابعة عند الطبيب المتخصص، وإجراء بعض التحاليل الدموية، واستعمال الأدوية تحت إشراف طبي، وعدم الاجتهاد في غير الاختصاص، وقد تستجيب الثعلبة بسرعة للعلاج، وقد تتأخر في أوقات أخرى، فاستعن بالله ولا تعجز، واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً