الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأمراض والمشاكل أوقفتني عن تحقيق أحلامي، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أريد أن أسألكم بعض الأسئلة، متمنية منكم جوابا شافيا، لأنني تعبت كثيرا، وكل محاولاتي في العلاج تبوء بالفشل.

منذ أكثر من عامين تقريبا، حيث كنت في الثالثة عشرة من عمري، بدأت أعاني من رائحة بالفم، ظننت أنها بسبب تسوس أضراسي، فذهبت إلى الطبيبة، وحشت لي أضراسي ولم تذهب الرائحة، ولكن أصبحت أقل، وتنتفخ اللثة لدي كثيرا، ورائحة من المنطقة الحساسة واسمرارها، ومنذ مدة أصبحت ألاحظ وجود الإفرازات الصفراء، علما أنني منذ ثلاث سنوات ونصف عانيت من التهابات بولية وحكة بالمنطقة شديدة جدا، وأخذت علاجا لها.

كما أنني عانيت من ضيق التنفس، ومن مخاط لزج ينزل إلى حلقي، ووجع في أذني، وصوت يشبه الوشوشة، ذهبت إلى عدة أطباء، وحسب ما قالته آخر طبيبة أن لدي لحميات بأنفي، عندما أضع الضوء قرب أنفي من الداخل أراها بوضوح تسد تقريبا كلا الفتحتين، وقالت: إنني بحاجة إلى عملية جراحية عند الثامنة عشرة من عمري، أخذت بعض أدوية الحساسية، واستعملت بخاخات أنف مختلفة (ما يقارب 10 أنواع) وكلها لم تنفع فقالت: إنه يجب كيّ اللحميات، وفعلا كوتها لي قبل عدة أيام، والآن آخذ علاجا للحساسية مع بخاخ، ولكنني لم أنتفع من الكي أبدا.

كذلك لدي صداع شبه دائم، وعند أقل جهد يصبح شديدا، وفي بعض الأحيان يصبح صداعا لا يطاق ويصاحبه حساسية للضوء، وأيضا أعاني من انتفاخ القولون والغازات، ما الحل؟ وكيف أجد طريقا لحل تلك المشاكل؟ أنا في أجمل عمر في الحياة، وعلى الرغم من ذلك لا أستطيع التلذذ بشيء.

الجميع يمدح ذكائي وسرعة بديهتي، ولكن الآن لا أستطيع التركيز أبدا، ودائما شاردة الذهن ومتعبة، أرسم مخططات كثيرة ولا أنجح بفعلها، أصاب بتوتر دائما عند التخطيط لأي شيء، وبدأت أهرب من الواقع الأليم إلى الأحلام الجميلة عند أي مشكلة، وسبب كتابتي لهذه الاستشارة أنني أصبحت أخاف من أن يصيبني إدمان لهذا النوع من التفكير، وهو الهرب من الحقيقة إلى الأحلام.

أتمنى دائما أن أصبح جراحة أعصاب، وعالمة بالشريعة الإسلامية، ولكن المشاكل أوقفتني عن تحقيق أي حلم من أحلامي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ Nur حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الرائحة الفموية تكون بنسبة 90% من مصدر فموي لذلك أول خطوة يجب القيام بها هي زيارة طبيب الأسنان للكشف عن أي مسبب فموي للرائحة والتي قد تكون بسبب:

1- وجود التهاب لثوي وهو غالبا موجود عندك كونك تشتكي من نزف لثوي، وانتفاخ لثة، ومفرزات صفراء دليل على وجود التهاب لثوي متقدم، ويكون العلاج دوائيا أولا باستخدام دواء (RODOGYLE) حبة مرتين يوميا ولمدة خمسة أيام، ويجب إجراء تجريف للثة، وصقل الأسنان عند الطبيب.

2- وجود نخر في الأسنان يسبب تراكم فضلات الطعام ضمن جوف النخر وصدور الرائحة المزعجة، لذلك يجب علاج هذه النخور إن وجدت.

3- وجود التهابات فطرية بالفم واللسان، وتعالج بمضاد الفطريات الموضعية والجهازية حسب نوع الفطور، ويجب التحري عن الأسباب الجهازية في حال وجود هذه الفطريات.

4- تركيبات الأسنان غير الجيدة والتي تكون من أكثر مسببات بخر الفم، لذك يجب التحري والفحص بدقة لهذه التركيبات واستبدالها في حال ثبت بالفحص أنها هي المسبب.

5- وجود فراغات بين الأسنان، وإهمال التنظيف الجيد بين الأسنان باستعمال الخيط السني، مما يتسبب بتراكم فضلات الطعام وتخمرها.

6- خراجات الفم المزمنة غير المعالجة والتي يتم الكشف عنها بالأشعة ويجب علاج المسبب وإزالة الخراج جراحيا.

7- تشققات اللسان: مما يشكل جيوبا لتراكم فضلات الطعام وتخمرها، لذلك يجب سؤال طبيبك عن طريقة تنظيف اللسان والتركيز على تنظيف هذه الشقوق إن وجدت.

أختي الكريمة: بعد علاج هذه المسببات إن وجدت يجب أن تنتهي الرائحة الفموية، وفي حال استمرت هذا دليل على أن المسبب قد يكون جيوبا ضمن اللوزتين أو التهاب جيوب أنفي قيحي، أو ضخامة في قرينات الأنف يجب علاجها جراحيا عند أخصائي الأنف والأذن، أو قد يكون السبب ارتجاعا مريئيا، أو قد تكون الرائحة الفموية مرتبطة بمرض جهازي كالسكر، لذلك يجب التقصي بعد نفي جميع هذه المسببات عند طبيب الأمراض الداخلية.

أختي الكريمة: أنصحك بالتنظيف الجيد للأسنان، وتنظيف اللثة أيضا بالفرشاة، واستعمال المضامض الفموية المطهرة بعد التفريش، واستعمال الخيط السني بشكل مستمر، كما يمكن استخدام بعض أنواع البخاخات المحسنة لرائحة الفم، ريثما يتم تشخيص المسبب الرئيس وعلاجه.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، مع أطيب الأماني.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً