الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من كثرة النسيان والضعف الشديد للذاكرة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

لقد بت أنسى كثيراً، يعني لا يمكن أن أحتفظ بالمعلومة في رأسي لأكثر من ربع ساعة، فمثلاً عند المذاكرة ما أن أنتقل من صفحة لصفحة حتى أنسى ما جاء في الأولى تماماً!

أذاكر كثيراً، أفعل كل ما بوسعي لكن يوم الامتحان كأنني لم أفتح كتاباً، فمثلاً أتذكر أنني حللت تمريناً ما لكن كيف حللته لا أتذكر.

علماً بأني أفتقر للعديد من الفيتامينات، والكالسيوم، ومادة الحديد منخفضة جداً عندي.

أنا لم أكن أنسى أبداً، كنت ما أن أذاكر شيئاً لا أنساه، أما الآن أقضي أياماً طويلة في المذاكرة ويوم الامتحان كأنني لم أفعل شيئاً!

كنت أستفيد جداً من مذاكرتي، أما الآن فأصبحت أجهد نفسي باطلاً، الأمر حتما أزعجني وأرهقني للغاية! لا شيء أصعب من أن تذهب جهودك هباء منثوراً.

وصل بي الأمر حين أرى شيئاً ذاكرته من قبل ولم أتذكره إلى ضرب نفسي أو ضرب رأسي على الحائط لعلني أفيق دماغي من سباته! ما يزعجني جداً هو أنني أتعب وأتعب وأتعب لكن لا فائدة تحصل، في نهاية السنة سأجري مناظرة وطنية للدخول لمراحل تكوين المهندسين، ومن خلال رتبتي من بين آلاف الطلاب سيحدد مصيري ومصير عائلتي، إما أن أصيب وإما أن أخيب.

لا أمل لي في الحياة سوى دراستي وهذه السنة مصيرية بالنسبة لي، لكن المصيبة أنني في الاختبارات سأسأل على ما درسته خلال سنتين كاملتين، كيف ذلك؟ وأنا نسيت ما درسته البارحة!

أشعر أنني سأجن! هل لي بحل؟ كيف يمكن أن أستعيد ذاكرتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نؤكد لك بأنك قادرة على النجاح بحول وقوة ربنا الفتاح، وثقي بأن من أوصلك إلى هذه المرحلة من التعليم قادر على أن يحقق لك الآمال، فابذلي الأسباب ثم توكلي على الكريم الوهاب.

ما تشعري به قبل الاختبار أمر طبيعي؛ لأن المعلومات تخزن في اللاوعي ولا تخرج إلا عند الإطلاع على ورقة الأسئلة، وعندها تتفجر المعلومات وتنساب الإجابات، ولو أنك تحاورت مع أكثر الزميلات اجتهادا ومذاكرة فسوف تقول لك أشعر أنني لم أقرأ أو أنني أنسى.. ووو، فلا تعطي الموضوع أكبر من حجمه، واستعيني بالله وتوكلي عليه.

هذه بعض النصائح:
1- عليك بكثرة اللجوء إلى الله.

2- تجنبي المعاصي، فإن المعاصى تنسي العلم، قال ابن مسعود -رضى الله عنه- كنا نحدث أن الخطيئة تنسى العلم، وعندما لاحظ الإمام مالك ألمعية وذكاء الشافعي، قال له: إني أرى على قلبك نورا فلا تطفئه بظلمة المعصية، وقد أحسن من قال:

شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأنبأني بأن العلم نور ونور الله لا يهدى لعاصي

3- احرصي على إشراك أكثر من حاسة في المذاكرة، فالعين تشاهد، واللسان يردد، والأذن تسمع، واليد تكتب.

4- ركزي على الأشياء المهمة في المذاكرة.

5- استخدمي أوراقا موحدة أو كتابا واحدا في المذاكرة؛ لأن الصورة للورقة ترسم في القلب، وإذا حصل نسيان فإن شكل الصفحة أو الورقة يذكر بمكان المعلومة.

6- حافظي على الأذكار، واحرصي على الاستغفار، وقد كان شيخ الإسلام ابن تيمية إذا صعبت عليه مسألة يستغفر ويستغفر حتى يفتح الله عليه.

7- أكثري من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، وأدمني الصلاة والسلام على رسولنا المختار، يكفيك الله همك، ويغفر لك ذنبك.

8- عليك بتقوى الله، فإنها سبب لتيسير الأمور، وبها يحصل الخروج من الورطات.

9- تسلحي بالصبر، فإن العاقبة لأهله.

10- عليك بإعطاء جسمك حقه من الطعام، وحظه من النوم، واعلمي أن العلاقة وثيقة بين جودة الطعام وتنوع مكوناته، وبين ارتفاع الأداء للجسم وللعقل.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مجهول aduhov

    احسنتم والله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً