الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من أوجاع في محيط الصدر والقلب مع خفقان حتى مع تناول العلاج

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكر الإخوة القائمين على هذا الصرح الكبير، وجعله الله في موازين أعمالكم.

أنا رجل أبلغ من العمر 43 عاما، متزوج ولديّ أسرة وأطفال بفضل الله وبحمده، تعرضت قبل سنتين لأزمة نفسية صعبة بسبب الضغوط الحياتية اليومية -والحمد لله- تغلبت عليها، ومارست حياتي بشكل طبيعي.

لاحظت فيما بعد بعض الأوجاع في محيط الصدر والقلب مع خفقان، ولكن ليس باستمرار وتجاهلته؛ لأنني مدخن، ورجحت السبب لتلك العادة السيئة.

استمر معي هذا الأمر على مدى السنتين الماضيتين ومنذ فترة أسبوعين شعرت بضغط جهة القلب، فذهبت للمستشفى قسم الطوارئ، وقاموا بفحص أنزيمات القلب والضغط وتخطيط القلب، فكان الضغط مرتفعا قليلا، وتخطيط القلب به عدم انتظام، فاشتبهوا بوجود ذبحة صدرية نظرا لشكواي ونتيجة التخطيط، فقرروا عمل قسطرة تشخيصية لشرايين القلب -والحمد لله- كانت النتيجة خلو الشرايين من أي تضيّقات أو تصلب، ولكن إحدى الشرايين كان تدفّق الدم به ضعيف، ورجّحوا بأن هذا الأمر هو سبب آلامي الصدرية، فأعطوني علاجات عبارة عن كونكور 5 وزكور 40 وأسبرين، وبلافكس، ولا أدري لماذا كل هذا الدواء!

سؤالي هو: بأنني ما زلت أعاني كما كنت حتى مع تناول العلاج لم يتغير شيء، بل العكس أشعر بألم أكثر من قبل، مع ملاحظة أن فترة علاجي لم تتعدّ 25 يوما فقط، ماذا عساي أن أفعل؟ ولماذا كل هذه الأدوية؟ وإلى أي تخصص ألجأ إليه بعد نصيحتكم؟

وجزاكم الله خير الجزاء، وشكرا جزيلا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سالم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مما لا شك فيه أن التدخين يؤثر على تروية عضلة القلب كما أنه يؤثر على تروية الجسم كاملا، حيث تحتل غازات أول وثاني أكسيد الكربون محل الأكسجين في الهيموجلوبين، وهو الناقل الحصري للأكسجين في الدم، فيؤدي ذلك إلى الشعور بالخفقان، والتعب العام، والإرهاق، وضيق التنفس.

والحمد لله أن شرايين القلب في حالة جيدة، ولكن حان وقت التوقف عن التدخين؛ لأنك حتما ستتوقف عنه في يوم من الأيام، ولكن يحدث ذلك في الغالب بعد فوات الأوان، والأدوية الموصوفة هي بروتوكول عالمي لعلاج الذبحة الصدرية، حيث يتم وصف دواء للكوليستيرول ( زكور 40 مجم Zocor )، وأدوية لمنع التجلط، وهي أسبرين الأطفال، وبلافكس، ودواء لعلاج ارتفاع ضغط الدم، وتهدئة النبض ( كونكور 5 مجم ).

ولذلك من المهم الاستمرار في تناول الأدوية بانتظام، ويمكن النظر فيها فيما بعد التوقف عن التدخين، وضبط الوزن، خصوصا إذا كنت تعاني من السمنة على أن يكون الوزن حول الـ 70 كجم، مع العمل على خفض نسبة الكوليستيرول في الدم، من خلال تناول المزيد من الخضروات المسلوقة، والسلطات الخضراء، والحبوب، ومطحون بذور الكتان، وممارسة قدر من الرياضة.

وإذا نجحت في الإقلاع عن التدخين، وإنقاص الوزن، وخفض نسبة الدهون والكوليستيرول، فسوف تشفى تماما بحول الله وقوته وتختفي آلام الصدر، وضيق التنفس -إن شاء الله- مع أهمية تناول كبسولات فيتامين (د) الأسبوعية 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة أسبوعيا لمدة شهرين، ويمكن تكرارها بعد 4 شهور مرة أخرى.

ويفضل أخذ حقنة فيتامين (د) 600000 وحدة قياس مرة واحدة، وتكرر بعد 4 شهور مرة أخرى، ولا مانع من أخذ حقن فيتامين B12 في العضل 1 مجم، حقنة واحدة إسبوعيا لمدة 4 أسابيع ثم شهريا واحدة لمدة 4 شهور؛ لأن التدخين يقلل من امتصاص ذلك الفيتامين من المعدة، وهو مهم جدا في تقوية الدم وتغذية الأعصاب، وسوف يمن الله عليك بالصحة والعافية

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً