الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حياتي متعطلة بسبب تفكيري بأمور تافهة.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحصل معي أشياء تعطل حياتي وتعطل تفكيري.

أنا فتاة بعمر 15، طموحة للغاية، وأثق بأنني أستطيع فعل الكثير لو استثمرت وقتي وأفكاري بما يفيد، ولكنني أشغل جلّ تفكيري ويومي بأمور تافهة! مثلاً أصبحت تتهيّأ لي أشياء تدل على حب أحدهم لي (وهو متزوج أصلا)، ورغم أنني أحاول كثيراً أن أتجاهل كل ما يتعلق به، إلا أنني أضعف وأقضي وقتاً كبيراً من يومي أفكر في تلك المواقف التي حصلت بيننا، وما السبب الذي جعله يقول ذلك أو يفعل ذلك أو أفكر بنظراته وأفعاله، وأستمتع كثيراً، ولكنني أعود لتأنيب نفسي بشدة، بأنني فتاة سيئة، ووقحة، وأشعر بقلة الثقة بالنفس، والبعد عن الله بسبب ذلك!

أفكر لو كنت مكان زوجته، وهناك فتاة تفكر بزوجي وتعتقد أنه يحبها، وهو غالبا ليس كذلك، أفكر كم هذا أمر قبيح وسيء، وأن الله سيكرهني أو يغضب علي ولا يوفقني في دراستي وحياتي بسبب ذلك.

عندما أستغفر الله أشعر بالخجل من نفسي، وأن استغفاري لن يقبل، فلا تخرج مني كلمات الاستغفار من القلب صادقة!

أحاول بشدة إخراجه من رأسي، ولكن التفكير به (وأيضا بشباب خياليين تجمعني معهم قصة حب، لكن من بعيد لبعيد، أي بالنّظرات والمواقف البسيطة، فأنا أحب التفكير بالتفاصيل، وليس الحب الجسدي، رغم أنني أخاف أن أصل لتلك المرحلة من التفكير)، يسكن عقلي تماما ويتشبث به ولا يدعني أفكر بما يثمر ويفيد، حيث تصرفاته قد يفعلها الآخرون معي، ولكن شيء ما يشعرني أن ما يفعله هو مختلف وغير طبيعي، ولا أعلم إن كان إحساسي صحيح، مع العلم أنني أعشق علم النفس، وتحليل التصرفات، ولغة الجسد، وتلك الأمور، وأعلل نفسي بذلك كي أفكر به أكثر.

أريد حلا لمشكلتي، وأنا حقا أحترم موقعكم، وأتطلّع لإجابتكم، إنني كالمدمنة على هذه الأمور وهذا الفكر، والإدمان صعب التخلص منه والعودة إلى الحالة الطبيعية والتفكير السليم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور النجوم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في موقعنا، ونسأل الله أن يصلح حالك، والجواب على ما ذكرت:

بداية ينبغي أن تعلمي أن الله خلقنا لمهمة عظمى وهي عبادته سبحانه وتعالى، والعمل بطاعته، والسعي إلى رضاه، وينبغي أن تصرف حياتك كلها في طاعة الله، ولن تتحق لك تلك الطاعة إلا بطلب العلم الشرعي، وحضور مجالس العلماء، وحلقات تحفيظ القرآن الكريم، ومجالسة الصالحات، وكثرة الدعاء بالثبات على الدين، والمحافظة على الصلاة في وقتها، وكثرة ذكر الله، وقراءة القرآن الكريم.

وأما ما ذكرت من حالك مع ذلك الرجل المتزوج، فهذه العلاقة والتواصل معه محرم شرعا، ليس لأنه متزوج فقط، بل لأنه رجل أجنبي، والأصل أن المرأة المسلمة صاحبة الدين والخلق لا يجوز لها التواصل مع رجل أجنبي؛ لأن هذا يوقعها في الفتنة وفي حبائل الشيطان الرجيم، ولو كان هذا الرجل يريد أن يتزوج على وفق شرع الله تعالى، لجاء للأمر من بابه، ولخطبك من أهلك، فاحذري منه، فهو رجل عابث لاهي لا يريد بك إلا شرا، فسارعي لقطع العلاقة معه من غير تردد.

والأمر الآخر: الإعجاب بالشباب ممن تعرفين والنظرات المتبادلة بينكم، هذا نذير شؤم عليك وعليهم، فعليك بقطع هذه النظرات؛ لأنك لو استمريت عليها لأعقب ذلك التواصل والكلام ثم اللقاء، وقد تقع أمور مما يحدث بين الشباب والبنات مما يغضب الله -والعياذ بالله-، فعليك الاعتصام بالله، وسؤاله أن يرزقك العفة، ويثبت قلبك على الحق، ويصرف عنك الفتن.

وأخيرا أنت مازلت في بداية سن الشباب، ولا ينبغي أن يضيع في أحاسيس وهمية، ونظرات، وحركات الجسد في أمور تافهة، قد تفسد عليك دينك ودنياك، فاستعيني بالله، وسارعي إلى ترك التفكير في هذه الأمور وتخلصي منها، واشغلي وقتك بكل نافع ومفيد من عبادة وذكر وعلم وقراءة ونحو ذلك، وعندما يكون لك الاستعداد للزواج سيأتي الرجل الصالح ليتقدم لك، وهو يريد لك وبك خيرا.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً