الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرهاب الاجتماعي دمر حياتي ولا أستطيع إخبار أهلي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري ٢٠ سنة، لا أعرف من أين وكيف أبدأ؟ مشكلتي هي الرهاب الاجتماعي منذ أن كنت صغيرا، أنا إنسان خجول، وأميل إلى العزلة حدثت معي مواقف في صغري جعلتني أميل للعزلة، ففي أيام المدرسة عندما كانت تناديني المعلمة يبدأ قلبي بالتسارع، ويحمر وجهي، وأعتقد أن هذا واضح للعيان.

مشكلتي -قسما بالله- تدفعني لحب الموت على هذه الحياة، والله لا يوجد طعم للحياة، مشكلتي الكبيرة الآن أنني أصبحت في الجامعة، أبي سجلني في جامعة خاصة، وكل العائلة تنتظر مني التخرج بعد سنتين، وهذا ما أجده أنا مستحيلا؛ لأن معظم المواد تتطلب تقديم عروض أمام الطلاب، وعندما يطلب مني هذا أشعر بدوار شديد، وأذهب إلى المنزل وأبدأ بالبكاء على حالي؛ لأنني لا أستطيع مواجهة الموقف.

كما أن أبي يدفع لي الكثير من المال، وأنا مجبر على إكمال دراستي الجامعية؛ لأن أهلي يريدون هذا، وأنا سبق وقد صرحت لهم بمشكلتي، وواجهوني بأنني ضعيف الشخصية، ويجب علي أن أواجه الأمر، لكنني لا أستطيع فأنا ضعيف جدا، والله حبذا لو يكرمني الله تعالى بعلاج لمشكلتي عندكم، فأنا والله لو لم يكن الانتحار حراما لأصبحت الآن في عداد الموتى.

لا أستطيع التداوي عند اختصاصي، ولا بالأدوية لرفض أبي ذلك، وهو يتهمني أنني مجنون، ولا يعلم ما بي، كما أنني أخجل من الحديث مع النساء، ولا أعرف التواصل مع البشر كما يفعل الإنسان الطبيعي.

أرجوكم أن تسرعوا بالرد، فوالله قد تعبت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمزة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأنت لا تعاني من ضعف الشخصية، ولكن تعاني من اضطراب نفسي واضح، وهو الرهاب الاجتماعي، وهو اضطراب منتشر – أخي الكريم –، ويُعاني منه كثير من الناس ويؤثّر على حياتهم، وأنت منهم – أخي الكريم –، وهو اضطراب نفسي يتسم بأعرض القلق والتوتر عند المواجهة، إمَّا مواجهة الخطابة أو التحدث أمام الناس، أو ما شابه ذلك، وكثير من الأحيان يتهرب الشخص من المواجهة ويتجنبها؛ ممَّا يؤدي طبعًا إلى مشاكل في حياته، وأنت طبعًا المواجهة الآن دراستك، فلا يمكنك تجنبها، ولكنها تسبب لك ضيقا وتوترا واكتئابا، وهذا واضح.

لا أدري كيف تقنع ذويك؟ فيمكنك أن تحمل لهم كلامًا مكتوبًا عن هذا الشيء، أو تحاول أن تقنع أحد أقربائك من الذين يتفهمون هذا الشيء حتى يقتنع أهلك.

والعلاج – علاج الرهاب الاجتماعي – يمكن أن يكون علاجًا نفسيًا سلوكيًّا غير دوائي، وهذا قد يُقنعهم، أن تلجأ إلى معالج نفسي لكي يُعالجك بالعلاج السلوكي المعرفي، فقد يفيد وحده في علاج الرهاب الاجتماعي، ولكنه يحتاج لعدة جلسات، والمتابعة مع هذا المعالج حتى تختفي أعراض الرهاب الاجتماعي وتختفي أعراض القلق والتوتر، فيمكنك إقناعهم بهذا فقد يكون أسهل، أو مصاحبة أحد أقربائك من الذين هم مقتنعون بهذا الشيء لإقناع ذويك ولأخذ العلاجات.

وعلى أي حال: أنت طبعًا في عمر العشرين تعتبر بالغًا ولك الحق في اتخاذ قرارك بنفسك والذهاب إلى الطبيب، وأخذ العلاجات، إلَّا إذا كانت المشكلة طبعًا أنك لا تستطيع دفع ثمنها، ولكن إذا استطعت دفع ثمنها أو هناك تأمينا جامعيا في هذه الجامعة التي تدرس فيها، فيمكنك أخذ القرار بنفسك؛ لأنك فوق سن الـ 18.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً