الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الرهاب الاجتماعي والخجل الزائد منذ الصغر

السؤال

السلام عليكم

أعاني من الرهاب الاجتماعي والخجل الزائد منذ طفولتي، وأصبح عمري 30سنة، وزاد خجلي حتى إني لا أستطيع الخروج من البيت أو مقابلة أحد، وحتى صوتي أو الكلام أخجل منه، ولا أستطيع التكلم كأني من البكم.

عندما أمرض أو أذهب إلى المستشفى لا أتكلم كالصنم، حتى لو أني سأموت من المرض، ولا أحد يصدقني، وأرجع ولم أستفد شيئاً، وعندما أطلع لأي مكان أشعر أن الناس كلهم ينظرون إلي، ويقرؤون أفكاري، ويعرفون حياتي، ويزيد خجلي ولا أستطيع التحرك من مكاني إلا بصعوبة بالغة.

لا أستطيع حتى أن أرد على أحد غريب حتى لو بالتلفون، حياتي كالأموات، وأعاني من وسواس الموت، والغضب الشديد من جميع الناس، ولا أستطيع الذهاب إلى مستشفى نفسي، ولا أرغب في ذلك.

أرجو منكم أن تكتبوا لي أفضل دواء للرهاب، لا يزيد الوزن، علماً أني أعاني من مرض في القلب، وتسارع وانقطاع التنفس وقت النوم ولم نجد له علاجاً بسبب الخجل، وليست كل الأدوية تناسبني بسبب المرض، فاكتبوا لي دواء ليس له آثار جانبية، ولا يزيد الوزن.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لابد أن تتعالجي سلوكيًّا، لا تقبلي بهذا النمط من الحياة، ناقشي نفسك، حاوريها، أنت لست بهذا الضعف، لماذا تستكينين؟ اخرجي، تواصلي مع أرحامك، ابنِي صداقات إيجابية مع الصالحات من النساء؛ لأن النسيج الاجتماعي الجيد والفاعل يزيل الرهبة ويُحسِّن الأداء الاجتماعي للإنسان.

إن كان بالمكان الذي تعيشين فيه هنالك مركز لتحفيظ القرآن فاذهبي إليه واشتركي وسجلي فيه، ستقابلين المعلِّمات والطالبات، وستجدين التفاعل الآمن والممتاز، والذي قطعًا سيعود على نفسك بخير كثير.

لا تقبلي هذا الوضع، قبولك لهذا الأمر ليس صحيحًا، والتغيير بيدك. هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: حتى على مستوى الأسرة خذي دائمًا المبادرات، كوني أنت البادئة بما هو خير وينفع أسرتك، حاوري، ناقشي، اقترحي على أسرتك اجتماعاتٍ أُسريّة مرتين في الأسبوع مثلاً، تبدأ بتلاوة شيء من القرآن كحلقة أُسريّة، وبعد ذلك تُناقش مواضيع الأسرة، وركّزي أن تكوني فاعلة خلال هذه الاجتماعات.

هذه كلها تدريبات ننصح الناس بها، وهي بسيطة جدًّا وفي متناول الناس جميعًا.

بالنسبة للعلاج الدوائي: البروزاك - والذي يُسمَّى علميًا فلوكستين - دواء ممتاز، لكنه بطيء جدًّا فيما يتعلق بعلاج المخاوف، إلَّا أنه في نهاية الأمر دواء رائع، سليم، ولا يزيد الوزن أبدًا، ولا يؤدي إلى النعاس، ولا يؤثّر على الهرمونات النسائية.

أنت ذكرتِ أنك تعانين من مرض (تسارع القلب، وانقطاع التنفس) أرجو أن تذهبي وتقابلي الطبيب أولاً قبل تناول أي دواء، غالبًا يكون هذا نتيجة للقلق وللتوتر، لكن لابد فحص مستوى الدم لديك، مستوى السكر، إن كان هنالك حاجة لتخطيط للقلب سوف يقوم الطبيب بإجرائه.

هذه فحوصات أوّليّة جدًّا وبسيطة جدًّا، قومي بها، وإن كان كل شيء على ما يرام فتناولي البروزاك، والجرعة المطلوبة في حالتك هي كبسولة واحدة، وقوة الكبسولة عشرون مليجرامًا، تناوليها يوميًا بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم اجعليها كبسولتين في اليوم لمدة أربعة أشهر، ثم كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم كبسولة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم توقفي عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأشكر لك تواصل مع استشارات إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً