الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تصرفات زوجتي الغريبة تقلقني كثيرا، فهل أذهب بها لطبيب نفسي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي مع زوجتي عمرها 25 سنة، تزوجت قبل 6 أشهر، وبعد زواجي بشهر اكتشفت أن زوجتي لديها تصرفات غريبة تغلق الأبواب، وتخاف كثيرا وتعيد الوضوء أكثر من مرة بسبب الغازات، وكما تقول إذا نوت الصلاة تقطعها تلقائيا أحيانا قبل الركعة الأخيرة، وأحيانا لا تستطيع التكبير كأن شيئا يمنعها من الصلاة، وقفت معها، وحاولت مساعدتها ولكن دون جدوى.

بعد 6 أشهر زواج ذهبت تقريبا بعض الأعراض مثل:
1- إغلاق الأبواب لم تعد تغلقها مثل السابق.
2- الخوف قلّ كثيرا.
3- الوضوء لاحظت أنها لا تعيده كثيرا مثل قبل.

بقي قطع الصلاة أحيانا تصلي بدون قطع وأحيانا تقطع، ولكن بالمجمل قل قطع الصلاة قليلا فقط، فأنا أحب زوجتي، ولا أريد تركها، ولكن هذا الموضوع أقلقني كثيرا، وزوجتي الآن والحمد لله حامل في الشهر الثاني، فهل بها مرض، أم مس، أم ماذا؟ وهل لها علاج إذا كان مثلا وسواسا قهريا؟ وهل أذهب بها إلى الطبيب النفسي؟ وهل ستتحسن؟

أرجو الرد من الدكتور/ محمد عبد العليم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Kaled حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله تعالى أن يوفقكما في هذا الزواج، وأن يجعله مودة وسكينة ورحمة، ونقول لكما: بارك الله لكما، وبارك عليكما، وجمع بينكما في خير.

من الواضح أن زوجتك سيدة فاضلة، والحمد لله تعالى أنك تحبها وتُقدّرها، وما بها - أيها الفاضل الكريم - ليس مرضًا عقليًّا أو مرضًا ذُهانيًّا، من الواضح أنه لديها شيء من المخاوف الوسواسية، وهي علّة موجودة لدى الكثير من الناس، ولا نعتبرها مُنقصة أبدًا في الحياة، لكن يجب أن تُعالج.

العلاج الدوائي يُساعد كثيرًا في علاج هذه الحالات، وكذلك العلاجات النفسية السلوكية، وذلك بأن لا تستجيب للوسوسة، وأن تقاومها، وأن تُحقّرها، وقطعًا مساعدتك لها في هذا السياق هو أمرٌ جيد.

إنْ ذهبتَ بها إلى طبيبٍ نفسي فهذا هو الوضع المثالي والوضع المطلوب، ونقول لك: جزاك الله خيرًا.

بما أنها حامل قد لا نستحسن استعمال الأدوية في هذه المرحلة، لكن بعد الشهر الرابع من الحمل تقريبًا لدينا ثلاثة أو أربعة أدوية مضادة للوساوس كلَّها سليمة أثناء الحمل، وحتى في فترة الحمل هذه المبكرة يُعتبر عقار (بروزاك) دواء سليم وفاعل، لكن لا داعي للاستعجال، هذا هو حملها الأول.

اذهب بها - أيها الفاضل الكريم - إلى الطبيب النفسي، وأنا أؤكد لك أن هذه علّة بسيطة، ولا يوجد أي مؤشّر أنها مُصابة بمرض عقلي أو نفسي رئيسي.

الوساوس القهرية بجميع أصنافها - أفكار، أفعال، دفوعات، شكوك، مخاوف، طقوس، تكرار - هذه كلها موجودة وبكثرة وتُعالج. فأرجو أن تكون مفاهيمك إيجابية عن زوجتك، والأمر لا أعتقد أن له علاقة بالمسّ، هذه امرأة مُصلِّية، ونسأل الله أن يحفظها، وقطعًا أذكار الصباح والمساء عظيمة، وأن ترقي نفسها أيضًا هذا إن شاء الله تعالى يعود عليها بفائدة كبيرة، لكن أرجو ألَّا تُبنى لديك - أو لديها - شكوك أنها مصابة بالمس، المس موجود ونؤمن به، لكن هذه علَّة طبيّة بسيطة، تُعالج بالكيفية التي ذكرتها لك.

سؤالك الأخير: هل سوف تتحسَّن؟ نعم، بل سوف تُشفى تمامًا إن شاء الله تعالى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً