الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل سيفضحني الله بسبب معصيتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

ارتكبت معصية، وشعرت أن أحدهم قام بتصويري، حيث رأيت هاتفه يضيء على وجهي، ولكني تبت إلى الله، فهل أفضح؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الجبار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

- لا شك أنك قد عملت الواجب بعد وقوعك في المعصية، وهو التوبة إلى الله تعالى، والندم على ما حصل، والله تعالى يحب التوابين ويحب المتطهرين، وعليك أن تصلح من حالك وتكثر من الطاعات والاستغفار، وتسأل الله الثبات، حتى لا تعود إلى الذنب مرة أخرى، والله سبحانه الذي سترك حين المعصية لن يفضحك وقد تبت إليه.

- بما أنك ذكرت أن هناك من صورك وأنت واقع في المعصية، وهذا يدل على أنك كنت مجاهرا بمعصيتك، أو كنت قريبا من نظر الناس، فالخوف من الفضيحة وارد، نسأل الله أن يستر عليك، ولكن إذا علمت أن الصورة التي أخذت لك واضحة ويمكن أن تكون سببا في الفضيحة، فلا يخلو الأمر من أنك تعرف من صورك، فيمكن التفاهم معه وأخذ الصورة منه، وتذكيره بالله تعالى، وأن الواجب ستر المسلم، وأما إذا كانت الصورة ليست واضحة ولن تسبب لك فضيحة، أو لا تعرف من أخذ لك الصورة، عند ذلك فعليك بالإكثار من الدعاء بأن يستر الله عليك، ويحمي عرضك من الفضيحة، وقل هذا الدعاء صباحا ومساء فعن ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَعُ هَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ حِينَ يُمْسِي وَحِينَ يُصْبِحُ: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَتِي - وَقَالَ عُثْمَانُ: عَوْرَاتِي - وَآمِنْ رَوْعَاتِي ، اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي، وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي)، رواه أبو داود.

كان الله في عونك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً