الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من عدم إفراغ المثانة تماما، هل من علاج لحالتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة في الخامسة والعشرين من عمري، ولست متزوجة، أعاني منذ أكثر من عشر سنوات من عدم الراحة بعد التبول، وكنت عند بداية مشكلتي أشعر بخروج كميات ليست قليلة من البول، وتدريجيا أي بعد مرور سنتين أو ثلاث أصبحت أضغط على نفسي وأحاول قدر الإمكان السيطرة على عدم خروج شيء، وبالفعل أصبحت أشعر أحيانا بخروج قليل من البول، وأحيانا لا يخرج شيء بالفعل، ولكن ذلك على حساب راحتي؛ لأن أعصابي دائما مشدودة، حتى طريقة جلوسي أكون فيها غير مرتاحة تماما؛ لأنني حريصة على عدم خروج شيء من البول.

قبل سنة من الآن اعترفت لأمي بمشكلتي، وأخذتني للطبيب فقال: أنني لا أعاني من أي أمراض سواء في الكلى أو المثانة، ولا يوجد عندي التهابات بول، وقال: إن مرضي نفسي، أما جسديا أنا سليمة تماما، ولكنه فقط نصحني بالتخلص من الإمساك، لكنني أقسم بالله العظيم أعاني وبشدة أنا أفكر جديا ويوميا بالانتحار، أصبحت منعزلة، أكره كل عائلتي، وأكره نفسي أيضا، وأقوم بالتشطيف بالصابون والشامبو مما سبب لي حروق وتشوهات في تلك المنطقة، أنا من شدة تعبي وفقداني بالشفاء يوما ابتعدت عن ربي كثيرا، أصبحت أضيع صلواتي، ولا أقرأ القرآن ظنا مني أن الله يكرهني ولن يشفيني، لكنني أحب الله كثيرا.

أرجوكم ساعدوني أحبتي، كل أملي بالحياة أن أعيش كباقي الناس مرتاحة، وغير مشدودة الأعصاب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمية حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

ابنتي سمية: اعلمي أن كل ما يمر به المرء في هذه الحياة لهو خير له، وأن كل ابتلاء في الدنيا باطنه الخير الوفير، والحسنات العظام وحسن الجزاء، ويتضاعف هذا عند الصبر، ولا تظني أن الله غافل عن حالتك، وأذكرك بأن حتى الانبياء يمرون بالابتلاءات الشديدة، والتي لا نقدر عليها نحن البشر العاديين، ولك في المصطفى عبرة، وكذلك نبي الله أيوب والذي ابتلي بالمرض الشديد، وصار اسمه يضرب به المثل في الصبر، ولا تظني بربك إلا الخير، وأنك تحت نظره ومحبته، ولا تتركي أمرك للشيطان أن يتلاعب بك ويؤدي بك إلى المهالك، ويكفي أن تتذكري أحوال من هم أسوا من حالتك كالمصابين بأنواع السرطان أو نقص المناعة أو الشلل مثلا.

وبالعودة إلى مشكلتك فأرجو منك إن كان ممكنا أن تذهبي لزيارة طبيب المسالك البولية، والذي يمكنه أن يجري لك فحصا لوظائف المثانة عن طريق دراسة ديناميكية المثانة، ومعرفة ما تشكين منه بالضبط، وإذا انعدمت هذه الإمكانية فإن هناك بعض العقارات الجيدة في حفظ المثانة، وتأخير التبول إلى حين رغبتك في زيارة دورة المياه مثل مضادات الكيلونات، ويوجد غيرها من العلاجات المختلفة، كذلك فإن حالتك قابلة للتشخيص والعلاج -بإذن الله- ومن أمثلة هذه الأدوية التالي الديتروبان والفيسيكير والديتروسيتول وغيرها، وذلك حتى في حالة حدوث التبول اللاإرادي عند النوم فلا تبتئسي ولا تقنطي.

إذن لا تستسلمي للشيطان، وارجعي إلى ربك بالضراعة وحسن الظن بالله، ومن الله الشفاء.

وأخيرا: أرجو أن تقابلي أحد إخوتنا من أطباء المختصين في الأمراض النفسية؛ وذلك لمعالجة ما تعانين منه من قلق واكتئاب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً