الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المواقف التي أمر عليها لا أنساها فهل هي وساوس أم ماذا؟

السؤال

السلام عليكم.

سبق وأرسلت لكم عن حالتي بعد محاولة أخي للانتحار وما سبب لي من وسوسة، ولكن لم أخبرك بكامل الحالة، ورقم الاستشارة 2385378.

وهذه الحالة بالتفصيل، منذ شهر حاول أخي الانتحار بسبب إصابته بهلاوس، وبعدها ذهب للمستشفى، وخرج بعد أسبوع معافى -ولله الحمد-، سبب ذلك لي صدمة ووسوسة لأمر أصابني منذ 13 سنة تعافيت منه بدون مساعدة طبية، الأمر هو أنني أشعر بأني لا أنسى أي موقف يحصل، أو أي شيء أشاهده مع أنني أنساه بالحقيقة، ولكن لأن الأمر أفكر فيه كثيرا أصبح مصيطرا علي ويزعجني، وكل ما رأيت شيئا أقول لن أنساه، لا أعلم هل هو وسواس أم ماذا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ لمى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء، وكذلك لأخيك، وقطعًا محاولات الانتحار هي أمر سخيف ومزعج جدًّا، هذا الابن - الحمد لله تعالى - تمَّ شفاؤه، ولكن من الضروري جدًّا يُتابع علاجه مع الأطباء، وأن تكون هنالك مساندة أسرية كافية لتحميه من هذا النوع من الفكر، ولابد أن يُشجّع على أن يحرص على صلاته في وقتها، وأن تكون له رفقة طيبة، هذا أيضًا يُمثِّل مساندة اجتماعية ونفسيَّة كبيرة جدًّا، تساعده على العافية والتشافي إن شاء الله تعالى.

في حالتك الذي يظهر لي أنه لديك شيء من الاستعداد لقلق المخاوف والوسوسة، وهذا هو الذي حدث لك. هذا النوع من الفكر يجب أن تُحقّريه، أن تتجاهليه، ألَّا تُعطيه أي اعتبار، هذه الفكرة حين تأتيك حوالي أن تُفكّري في ضِدَّها، وتستجلبيها لخلدك ولكيانك ولوجدانك، وأنت في حقيقة الأمر مثل كل الناس، لا يمكن أن تتذكّري كل شيء، النسيان موجود، وهو نعمة عظيمة لبني آدم، وما سُمِّي الإنسان إلَّا لأنه ينسى.

فهذه وسوسة، وقطعًا انزعجت كثيرًا لما حدث لأخيك، لكن الحمد لله الآن هو بخير، وربما تكوني قريبة له جدًّا فحدث لك نوع من التماهي والتطابق معه، لكن كل إنسان خلقه الله تعالى بكينونته، وقطعًا لا تزر وازرةٌ وزر أخرى. فتجاهلي هذا الذي أنت فيه، وهو يُسمَّى بقلق المخاوف الوسواسي الظرفي، يعني أنه قد حدث لك لظرفٍ مُعيَّن، وهذا تلقائيًا سوف ينتهي إن شاء الله تعالى.

اشغلي نفسك بما هو مفيد، انطلقي في الحياة بصورة إيجابية، واحرصي على صلاتك في وقتها، واحرصي على الأذكار والدعاء، ومارسي بعض التمارين الاسترخائية، وكذلك أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة.

هذا هو الذي أنصحك به، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً