الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الوسواس من الإجهاض مرة أخرى

السؤال

السلام عليكم

أنا متزوجة منذ سنتين، تعرضت قبل مدة لإجهاض صامت، أي توقف نمو الجنين ولم أكن أعلم بذلك حتى قمت باستشارتي الدورية مع طبيبتي النسائية.

هذا شكل صدمة نفسية لي وبكيت لكني مؤمنة بقضاء الله وقدره، وكلت أمري لربي، وقمت بعملية كحت، وأعطتني الطبيبة حبوب منع الحمل لشهرين لكي يرتاح رحمي من العملية السابقة.

في الشهر الثالث أنعم الله علي بالحمل مرة أخرى، وكنت تعرضت لنزيف صغير أعطتني بعده الطبيبة مثبتات، والمشكلة أن نفس الحالة أصابتني في الحمل الأول، وتعرضت لنزيف، وقيل لي إن الجنين بخير، وحصلت على مثبتات، لكن جنيني توفي في رحمي.

أما الآن فأنا في الشهر الثاني وأعاني من وسواس رهيب أن جنيني سيتوقف نبضه كما حدث لحملي الأول وأن الطبيب الأول قال: إن جنيني بخير بعد النزيف، ورغم ذلك توقف قلبه بعد أسبوع، وسيحصل هذا مع حملي الثاني، ودائماً أراقب أعراض الحمل خوفاً من أن تتوقف، وإن حدث وتغيرت عن المعتاد أصاب باكتئاب.

ذهبت قبل مدة لطبيب آخر لتفحص ضربات القلب كون أن موعدي مع طبيبتي لم يحن وقته بعد، وحصل هذا قبل أسبوعين، ارتحت قليلاً عند سماع نبضه لكن الأمس عدت لهذا الوسواس بسبب سخيف أني كنت أشعر بالنعاس الشديد والتعب، وأمس لم أشعر بهما، وزاد الأمر أني بقيت أراقب الأعراض الأخرى وأستيقظ في الليل أكثر من مرة.

سؤالي هو: كيف أعالج هذا الوسواس الذي أتعبني جداً، كيف أخرج من هذه الحالة؟ أصبحت أحس أن هذه الأشهر التسعة كـ(القرن) لا تريد أن تنقضي.

جزاكم الله خيراً، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا أتفهم حرصك الشديد على الإنجاب بسرعة، وهذا طبعًا حلم وأمنية كل أنثى أن تلد وتُنجب ويكون لها أسرة، وللأسف طبعًا حدوث الإجهاض في أول الحمل سبب توترًا وخوفًا، وهذا ما حصل معك في الحمل الآخر.

الحمد لله تعالى أنت الآن في الشهر الثاني، ولا يعني حدوث إجهاض في الحمل الأول لا بد أن يحصل في الحمل الثاني، وأطمئنك - أختي الكريمة - أنه ليس عليك أن تقلقي لمدة تسعة أشهر، بعد شهرٍ فقط تكونين تجاوزتِ الشهر الثالث، وهذه هي المدة التي يحصل فيها الإجهاض دائمًا، عادةً لا يحصل الإجهاض بعد الشهر الثالث، بالعكس بين الشهر الثالث والشهر السادس -وهذه هي الفترة الوسطى من الحمل - يقال هي الفترة الذهبيّة للمرأة، تكونُ دائمًا مرتاحة فيها، ولا تحصل مشاكل تُذكر، دائمًا المشاكل في الثلاثة أشهر الأولى للحمل، والثلاثة أشهر الأخيرة عندما تكون المرأة قلقة لموضوع الوضع والولادة وترتيباته.

الموضوع الآن ليس عليك تسعة أشهر، فقط شهر، ولكن - يا أختي الكريمة - أنصحك بمحاولة الاسترخاء والبُعد عن التفكير السلبي، ودائمًا التفكير الإيجابي والتفاؤل، وحسن الظن بالله تعالى، وعليك بالمواظبة على الصلاة والدعاء وقراءة القرآن، وكل هذا يجلب الطمأنينة والسكينة، ونسأل الله أن يثبت حملك، وأن تضعي مولودك يُقرُّ به عينك ويجعله من الصالحين ومن أوليائه وعباده المقربين.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً