الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نظراتي تحمل الكراهية والحقد بلا إرادة مني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي: أني لا أستطيع النظر في عيون الناس، وإذا حدث ذلك تكون نظراتي غريبة، يعتقد الآخرون أن فيها كراهية أو حقدا.

علما أني لا أقصد ذلك، وتكون بغير إرادتي، وتزداد هذه المشكلة مع الوقت، وتؤثر على علاقاتي وحياتي ونفسيتي، فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ روان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنظراتك الغريبة والتي تسبب لك إحراجاً بالغاً كما ذكرت، يجب أن تتأكدي من أنها كذلك وليست مجرد وهم، وذلك بسؤال من تثقين به، وإلا فاحذري التوهم من غير دليل.

هذا الفعل منك لا شك أنه لاإرادي فهو بغير اختيارك، ولذلك يجب أن تثقي بأنك معذورة شرعاً، وعليه فلا تبالغي في الشعور بالحسرة والألم والهم (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها).

يمكنك مدافعة نظراتك الحادة بأن تضغطي على ملامحك لاسيما في عينيك ما يزيل العلة، كالاحتمال مثلاً، أو الحرص على الابتسامة والدعابة اللطيفة، أو لبس النظارة العادية في أضيق الأحوال.

لا شك أن اعتياد الناس عليك ومعرفتهم بملامحك التي خلقك الله عليها سيدفع عنهم سوء الظن بك، كما أننا نرى أصنافاً من الناس قد يظهر عليهم الكبر في حركاتهم وملامحهم ثم سرعان ما تزول هذه النظرة بقليل من المعاشرة معهم والجلوس معهم، والاستماع لهم كما هو الواقع، فلا تقلقي.

حافظي على حسن الخلق مع الناس بإظهار التواضع واللطف والرفق والمودة، والأمر هيّن.

ركزي في حياتك على ما هو أهم في الاهتمام بدراستك وعملك، وتطوير ذاتك وقدراتك ومهاراتك العلمية والعملية، وأحسني الظن بالله تعالى، وعززي الثقة بنفسك، وتحلي بقوة الإرادة وحسن العلاقة العملية والقولية مع الناس.

- الزمي الصحبة الطيبة التي تحملك على حسن الظن، وتعينك على ذكر الله تعالى وطاعته، وفي ذكر الله وقراءة القرآن ما يسهم في بهاء وجمال الوجه، وراحة وانشراح الصدر والنفس، الأمر الذي ينعكس عليك ظاهراً وباطناً شكلاً ومضموناً.

الدعاء بأن يرزقك الله الرضا والقناعة، ومحبة الناس ومودتهم، وجمال الخَلْق والخُلُق، وسعادة الدنيا والآخرة.

والله الموفق والمستعان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً