الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأخر الحمل هل سببه التكيس أم السائل المنوي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أبلغ من العمر 38 سنة، متزوجة منذ 4 سنوات، عند زواجي بشهر ولشدة لهفتي على الأطفال لجأت لطبيبة نسائية، وبعد الكشف تبين أن لدي تكيسا على المبيض، أعطتني كلوميد نتج عنه بويضة واحدة كبرت بالحجم كثيرا، ولم يقع حمل، وتحولت إلى كيس، ووصفت لي أدوية كثيرة ومتنوعة، وتابعت معها لمدة 8 أشهر من أجل التخلص من الكيس، وفعلا بعد 8 أشهر سقط.

بعد 4 أشهر لجأت لطبيب آخر، وأول شيء طلبه مني هو القيام بمجموعة من التحاليل خصوصا تحليل زوجي، فتبين أن لديه نقصا في الكمية، والحركة والسرعة، ونسبة تشوهات عالية، أما تحاليلي كانت جيدة، وأشعة الصبغة كذلك ممتازة، أما نسبة المخزون لدي فكانت (1.67).

نصحنا الطبيب بعملية التلقيح الصناعي، رفض زوجي بشدة، بعد مرور سنتين وافق على العملية، ومرة أخرى طلب مني الطبيب إجراء تحاليل الزوج ومخزون المبيض، وكانت النتيجة بالنسبة لزوجة 20 في المائة، هي الكمية الصالحة، ومخزوني (1.18)، اقترح علينا الطبيب عملية التلقيح الصناعي أو الحقن المجهري، ونظرا لتكلفتها الباهظة اخترنا التلقيح الصناعي، وأعطاني حبوب كلوميد وحقن طل علبة تحتوي على خمس حقن، وأنا استهلكت 7 حقن، ونتج عنها بويضة واحدة فقط، وتم التلقيح الصناعي ولم يحدث حمل.

بعدها بأربعة شهور لجأت للحقن المجهري، وقام الطبيب بعمل كاميرا للرحم، بعدها فحص روتيني بالسونار، وتبين على أثره وجود كيس دموي على المبيض الأيمن بحجم 5 سنتم، وأعطاني جرعات إبر منشطة عالية جدا أقصى وأكبر جرعة ممكن أن تعطى في هذه الحالة، والنتيجة بويضة واحدة، وألغيت عملية الحقن المجهري واستبدلها الطبيب بالتلقيح الصناعي.

حاليا أحس بنغزات على جانبي الأيمن والأيسر، ودورتي أصبحت غير منتظمة، وكمية الدورة زادت حيث أن في الثلاثة أيام الأولى من الدورة نزيف حاد، وباقي الأيام قطرات متقطعة، ومدة دورتي خمسة أيام.
فبماذا تنصحني للحمل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتفهم رغبتك بالحمل -يا عزيزتي- فشعور الأمومة هو شعور رائع وعظيم، أسأل الله -عز وجل- أن تجربيه عما قريب.

وبالنسبة لحالتك أقول لك: نعم يجب عدم إضاعة الوقت بأي طرق أخرى، بل يجب اللجوء مباشرة إلى عملية أطفال الأنابيب؛ وذلك لأن المشكلة الأساسية هي في أن السائل المنوي عند زوجك فيه ضعف بكل المؤشرات, بالإضافة طبعا إلى عامل العمر عندك, لذلك أنصحك بعدم اليأس، بل بتكرار محاولة أطفال الأنابيب ثانية, ولكن يجب أولا علاج الكيس الدموي على المبيض، فلا يجوز عمل تنشيط للمبيض قبل التأكد من طبيعة هذا الكيس وعلاجه, لذلك أرى بأن يتم عمل تنظير للحوض وذلك للتأكد من حالة الحوض بشكل عام، وحالة الأنابيب بشكل خاص, وأيضا من أجل استئصال هذا الكيس أو شفطه, مع فحص محتوياته مخبريا, والتأكد هل هو كيس دموي عادي أم هو كيس شوكولاتي ناتج عن مرض بطانة الرحم الهاجرة, أم غير ذلك؟

إذا كان تنظير الحوض طبيعيا والأنابيب سليمة، وكان الكيس هو كيس دموي عادي بسيط فيمكن شفطه، وبعد ذلك يمكن العودة إلى محاولة تنشيط المبيض من أجل تكرار محاولة أطفال الأنابيب, ولا مشكلة في تحليل مخزون المبيض، فهذا التحليل يعتبر تحليل ماسح وموجه فقط, بمعنى أنه حتى لو كان أقل من المتوقع, فهذا لا يعني بأن استجابة المبيض ستكون في كل المحاولات ضعيفة, فقد تحدث استجابة جيدة في إحدى المرات، وحينها يمكن إتمام المحاولة, وهنالك عدة خطط أو بروتوكولات معروفة من أجل تنشيط المبيض.

ويمكن للطبيب الذي يتابع حالتك أن يقوم بتجربة أكثر من خطة أو بروتوكول لك في كل محاولة تنشيط إلى أن يصل إلى أنجح طريقة يمكن معها الحصول على بويضات ناضجة وبعدد كاف لإجراء المحاولة, والحقيقة هي أن الاستجابة بين النساء تختلف حسب عوامل كثيرة بعضها معروف والآخر غير معروف, فما قد تستجيب له سيدة, قد لا تستجيب له أخرى, كما أن الاستجابة عند نفس السيدة قد تختلف من شهر إلى آخر, وأفضل طريقة هي تجريب عدة بروتوكولات ثم التركيز على البروتوكول الذي يعطي أفضل النتائج -بإذن الله تعالى-.

إن المحافظة على وزن مناسب للطول هو من العوامل التي تساعد في نجاح التنشيط ونجاح محاولة أطفال الأنابيب، لذلك أنصحك بخفض وزنك قبل المحاولة الجديدة, ليصبح مناسبا لطولك.

وبالطبع -يا عزيزتي- إن محاولة أطفال الأنابيب فيها معاناة مادية وجسدية ونفسية, ولضمان لنجاح المحاولة من أول مرة، ويجب أن تكوني مستعدة لكل الاحتمالات, ولكن المعروف هو أن نسبة النجاح هي نسبة تراكمية, بمعنى أنها تزداد مع تكرار المحاولة إلى حد معين, لذلك أنصحك بالاستمرار في الأخذ بالأسباب مع التحلي بالصبر والإرادة، والإكثار من الدعاء والتضرع إلى الله -عز وجل-، وتحري أوقات الإجابة, فهو عز وجل خير الرازقين وأكرم الأكرمين.

أسأله عز وجل أن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • هولندا zezo

    أسأل الله عز وجل ان يقر عينها بالخلفة الصالحة ويرزقها الولد الصالح عن قريب اللهم آمين.

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً