الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يمكنني العلاج بالفافرين بديلا عن الباروكسات الذي يؤثر في الوزن؟

السؤال

‏‫السلام عليكم

كنت أستخدم الباروكسات منذ خمس سنوات لعلاج نوبات الذعر، واستفدت منه كثيرا، وعدت طبيعية بنسبة 90٪‏، حيث أن القلق خف، وارتحت نفسياً، وأصبحت أفكر بعدها بطريقة سليمة.

بعدما أصبحت في حالة متزنة توقفت عن الدواء تدريجيا، لكن بعد أسبوع من تركه بدأت أشعر بقلق خفيف ودوخة، فشعرت بالذعر من حالتي، ثم انهالت علي الوساوس، وأصبحت في دوامة متشابكة من المعاناة.

أنا وسواسية بطبيعة الحال وكثيرة الخوف، لكن الأمر تطور كثيرا، فصرت كلما أخرج لمكان عام أو للتنزه أركز على مشيتي، وأقول: كيف أستطيع المشي بلا وعي؟ وعندما أتحدث مع أحد أركز على جسدي وذاتي، وأتساءل: لماذا لا أستطيع التركيز معه؟ لماذا عندما أركز لا أشعر بنفسي؟ فأصاب بنوبة ذعر، أنا خائفة، فتركيزي على ذاتي كبير، وأركز على أمور غريبة، مثلا: كيف أتحدث دون وعي؟ كيف أصبحت على هذا النحو؟ من أنا؟ ثم أخاف وأنهار جسدياً، ولا أشعر بأرجلي من شدة الخوف؛ كأني مشلولة، أو أشعر بتشنج.

لا أستطيع العودة للباروكسات؛ لأن وزني ازداد بسببه، فأخذت الفافرين 50، فهل هو بديل جيد للباروكسات؟ لا أريد العيش هكذا طوال حياتي، ولا أستطيع أيضاً ترك الدواء؛ لأنه يساعدني كثيراً، فهل أستطيع استخدام الفافرين أو أي دواء نفسي مدى الحياة؟ ماذا أفعل لأكون ثابتة التركيز؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ maha حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

البروكسات أو الباروكستين وهو من فصيلة الأس أس أر أيز فعال فعلاً في علاج الذعر والقلق والاكتئاب، ولكن مشكلته الرئيسية أنه يسبب أعراضا انسحابية بعد الانقطاع عنه، وبالذات إذا استمر الشخص عليه لفترة طويلة، وأخذ جرعة كبيرة، وخمس سنوات فترة طويلة لهذا الدواء.

ولذلك أنصحك بأخذ دواء آخر، وحسناً أنك تحولت إلى الفافرين، الفافرين أيضاً من فصيلة الأس أس أر أيز، ولكنه في حالة الأعراض الانسحابية أخف ضرراً من الباروكستين، الفافرين أعراضه الجانبية دائماً تكون في مشاكل بالبطن والغثيان في الأيام الأولى.

والحل الآخر -يا أختي الكريمة-: أنك مع الأدوية تأخذين علاجا نفسيا، فالعلاج النفسي السلوكي المعرفي مهم جداً؛ لأنه أحياناً قد يعالج هذه المشاكل وحده، وثانياً: أنه مع الأدوية يجعل العلاج فعالاً، ويجعل الاحتياج لجرعة كبيرة من الدواء أقل، ويعمل على أن لا تعود الأعراض بعد الانسحاب أو بعد التوقف من الدواء، وهذا ما يحدث معك -يا أختي الكريمة-.

فعليك مع الفافرين باللجوء إلى علاج نفسي سلوكي معرفي حتى يتسنى لك التخلص من هذه الأعراض، وعدم رجوعها بعد التوقف من الفافرين.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً