الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لم تعد لدي الرغبة في الدراسة أو أي نشاط عملي

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة أبلغ من العمر ١٧ سنة، أواجه مشكلة تؤرقني، أنا الآن بالمرحلة النهائية، لدي بكالوريا، أطمح لأحصل على معدل عال يؤهلني للطب، لكن فقدت الرغبة! حتى لو قلت إني أريد الطب فلا أجد نفسي أدرس لأجله.

فقدت الرغبة لكل شيء! لا أنا التي أدرس ولا أنا التي أستمتع، فلدي قلة تركيز كبيرة! لا أستطيع أن أبقى في الحصة مع الدرس بسبب أحلام اليقظة، وفجأة أجد نفسي شاردة!

أعلم حقاً أني يجب أن أدرس وأحاول لكن لا فائدة، حاولت تنظيم وقتي، وأقوم بجدول لكن دائماً لا ألتزم به! حتى لو أردت الاستيقاظ صباحاً لأدرس أستيقظ نعم لكن لا أدرس!

تركت هاتفي لكن ما الفائدة؟ بدأت أستخدم هاتف والدتي! لدي إدمان كبير له رغم كونه مملاً! أجل إنه ممل فقط لأضيع وقتي ولا أدرس! رغم أن لدي الإمكانية لاستيعاب الدروس لكن لا شغف!

لا وسيلة لي للخروج والدراسة مع مجموعة، منزلي مكان ملائم للدراسة لخلوه من الأطفال وملهيات الدراسة! أصبحت أعاني من اكتئاب خفيف وعدم الرغبة بفعل أي شيء! إرادتي لا أراها قوية! بدأ من حولي يزعجني بهذا الموضوع وكوني طالبة ثانوية!

أعلم أني لو لم أحرز معدلاً عالياً سأخيب آمال والدي اللذين يوفران لي كل سبل الدراسة والراحة! أرى زميلاتي متفوقات، وأشعر بالخجل من نفسي، ولم هم هكذا وأنا هكذا؟! لم لا أصبح مثلهم بل أفضل؟!

أرجوكم أفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ علياء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما ذكرتِ -ابنتي العزيزة- من عدم رغبة وأحلام يقظة وعدم تركيز في الدراسة، بالرغم من توفر الجو المناسب، وبالرغم من الدعم الذي تجدينه من الوالدين، فهذا قد يكون مؤشّراً إلى أنك تعانين من اكتئاب، وذكرتِ فعلاً أنك تعانين من الاكتئاب البسيط، والاكتئاب في مثل سِنّك دائمًا يؤثِّر في التحصيل الدراسي والتركيز.

لذلك -وأنت في مرحلة مفصلية من الدراسة- أنصح لك بتناول الـ (فلوكستين) 20 مليجرامًا، هو من الأدوية التي تكون فعّالة جدًّا في علاج الاكتئاب، وبالذات في علاج اكتئاب سِنّ الطفولة والمراهقة، وهو علاج آمن. كبسولة بعد الإفطار أو بعد الغداء، المهم يتم تناوله في النهار، بعد أن ترجعي من المدرسة، ويجب أن تستمري عليها، وستشعرين بالتحسّن بعد ستة أسابيع إن شاء الله، ويجب بعد ذلك الاستمرار عليها لفترة ستة أشهر، وحتى تنتهي من الامتحانات، إذا كانت ما زالت فترة الامتحانات أكثر من ستة أشهر فأنا أنصح بالاستمرار في تناول الدواء حتى تنتهي من هذه الامتحانات، وبعد ذلك يمكنك التوقف عنها بدون تدرُّج؛ لأنه لا يحتاج للتدرُّج للتوقف من الفلوكستين.

أنا شخصيًّا قد عالجتُ كثيرًا من الطلبة والطالبات في مثل سِنّك، وكل المشاكل كانت في التحصيل الدراسي وعدم التركيز، وبعد الكشف عليهم وجدتُّ أنهم يُعانون من أعراض اكتئاب، فعالجتهم بالبروزاك أو الفلوكستين، وقد تحسَّنوا كثيرًا، وتحصَّلوا على نتائج ودرجات جيدة.

أرى أن تبدئي بالفلوكستين، لأنه - كما ذكرت - أنك في مرحلة مفصلية، وتحتاجين الحصول على معدّل لتدخلي الكلية التي تُريدينها.

وللفائدة راجعي علاج التشتت وعدم التركيز سلوكيا: (226145 - 264551 - 2113978)، والعلاج السلوكي للاكتئاب: (237889 - 241190 - 262031 - 265121).

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً