الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل من دواء يخفف حالة الإرباك التي أتعرض لها عند إلقاء أي خطاب؟

السؤال

السلام عليكم

عندي رهاب اجتماعي وتوتر شديد وارتجاف عند مقابلة الجمهور، وعملي يتطلب مقابلة أشخاص كثر، وألقي كلمة، وبسبب هذه المشكلة كرهت عملي، لما فيه من إحراج كبير لي، فهل يوجد دواء أستخدمه أثناء هذه المناسبات؟ مثلاً: عند إلقاء خطاب أرغب باستخدام دواء لخفض التوتر والإرباك، أستعمله وقت الحاجة فقط.

ذكر لي دواء زيروكسات، ولم أستخدم دواء نفسي في حياتي، ولم أزر أي دكتور نفسي، ولا أريد أن أزور أي دكتور.

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

ما تعاني منه من مخاوف قلقية من درجة بسيطة جداً، ما يسمى بالرهاب الاجتماعي يبالغ الناس أحياناً في التخوف منه، ومجرد تصحيح المفاهيم يساعد الناس كثيراً في تخطي هذه الظاهرة.

أولاً -أيها الفاضل الكريم- ما يحدث لك من شعور بالتوتر أو الارتجاف أو التلعثم أمام الناس هذا شعور مبالغ فيه، ليس بهذا الحجم، هذا أؤكده لك تماماً.

والنقطة الأخرى: لا أحد يقوم بمراقبتك أو ملاحظة ما يحدث لك، أرجو أن تستوعب هذين النقطتين بصورة واضحة جداً.

والأمر الثاني: أن الإنسان إذا تجنب مصادر خوفه أو توتره سوف يزداد الخوف -هذه حقيقة علمية-، فأرجو أن لا تتجنب المواجهات، والإنسان بطبعه اجتماعي، وأنت لست بأقل من الآخرين بأي حال من الأحوال، -والحمد لله- مجتمعنا مجتمع متواصل، هنالك الكثير من الأنشطة الاجتماعية الممتازة جداً، والتي تعالج الإنسان تلقائياً ويجعله يتخطى الخوف الاجتماعي أو الرهاب الاجتماعي، صلاة الجماعة على سبيل المثال في المسجد، هذه وسيلة متميزة لعلاج الرهاب، فاحرص على ذلك، وأن تشارك الناس في مناسباتهم، أن تذهب إلى الأفراح وإلى الأعراس، تلبي العزائم، تذهب لتقديم واجبات العزاء، تمشي في الجنائز، تزور المرضى، تصل أرحامك هذه وسائل علاجية ممتازة جداً وإيجابية ومنافعها كثيرة جداً على الإنسان، فأرجو أن تطبقها.

وأود منك أيضاً أن تحسن من لغتك الجسدية حين تتكلم، حاول أن تتكلم بهدوء لا مانع من الإشارة باليد متى ما كان هذا مطلوباً، اجعل نبرة صوتك متوازنة، واجعل تعابير وجهك منبسطة هذه مهمة جداً -أخي الكريم-، والإنسان حين يكثر من الاطلاعات ومن القراءة، ويجالس أهل المعرفة يستطيع المخاطبة بسهولة كبيرة جداً، ومقابلة الآخرين، فاحرص على ذلك، والرياضة الجماعية كممارسة كرة القدم مثلاً وجدناها مفيدة، تطبيق تمارين استرخائية كتمارين التنفس التدرجي فائدتها عظيمة جداً، فأرجو أن تطبق كل هذا.

بالنسبة للدواء أنا أريدك أن تتناول دواءً ليس عند اللزوم، لكن دواء ليقتلع منك هذه الأعراض، تناوله لمدة شهرين أو ثلاثة، والزيروكسات ممتاز، والزيروكسات ليس دواء يستعمل عند اللزوم لا، هذا ممنوع تماماً؛ لأن هذا الدواء يبنى كيميائياً بصورة بطيئة، والإنسان إذا تناوله ثم توقف عنه فجاءة يؤدي إلى آثار انسحابية شديدة، فلا تتناول الزيروكسات أبداً عند الحاجة، إنما تناوله بصورة علاجية متزنة ومتصلة.

أنت تحتاج لجرعة صغيرة، 12.5 مليجرام فقط من الزيروكسات سي أر سوف تكون كافية بالنسبة لك، تناولها يومياً لمدة ثلاثة أشهر ثم اجعلها 12.5 مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم 12.5 مليجرام مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناوله، هذه جرعة صغيرة جداً، لأن الجرعة الكلية حتى 50 مليجرام لكنك لا تحتاج إلى أكثر من 12.5 مليجرام، هنالك دواء يعرف باسم اندرال واسمه العلمي بروبراننوال، هذا يستعمل بعض الناس عند المواجهات، أو قبل المواجهات، هذا يمكن أن يستعمل عند اللزوم، وهو يعالج أو يجهض الأعراض الجسدية للمخاوف مثل: الشعور بتسارع ضربات القلب، أو الشعور بالرجفة، والجرعة هي 10 إلى 20 مليجرام ساعتين قبل المواجهة.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً