الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بالوسواس بعد حادثة أخي، فكيف أتخلص منه؟

السؤال

السلام عليكم

منذ مدة أصاب أخي أمر من ألعاب الفيديو، وجعله يحاول الانتحار بالقفز من أعلى الدرج، ولكن -الحمد لله- أمي أمسكت به وإلا أصيب بأذى، أودع بعد ذلك عند القسم النفسي، وتم تشخيصه أن ما أصابه بسبب لعبة كان يلعبها.

المهم أنني بعدها أصبت بخوف وقلق ووسواس، وأصابني الخوف بأن أصبح مثله، وأصبحت كثيرة الوسوسة حتى أنني أصبحت لا أنسى أي شيء إلا وأوسوس فيه، مع العلم أنني لم أكن أعاني من أي شيء، فكيف أنهي هذه الوساوس والأفكار الوسواسية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ لمى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنحمد الله تعالى على سلامة أخيك، والذي حدث لك هو نوع من عدم القدرة على التكيف مع الظرف الذي مر به هذا الأخ، وقطعاً ما قام به مزعج لكن الله لطف وسلم، هذا التفاعل الذي يأتيك هو تفاعل ظرفي، كل إنسان الله تعالى خلقه بكينونته وبتفرده، وأبداً ما ينطبق على إنسان لا ينطبق على آخر بنفس الكيفية، بمعنى آخر أود أن أقول لك: أن ارتباطك الوجداني بأخيك قد أثر عليك قطعاً، لكن تذكري دائماً أن كل إنسان لديه تفرده، ولديه كينونته.

فإذاً خاطبي هذه الأفكار من خلال تحقيرها، وضعي أفكارا مضادة لها، واصرفي انتباهك عنها تماماً ولا تعيريها أي اهتمام، وصرف الانتباه دائماً يكون من خلال عدم إتاحة فرصة للفراغ الذهني أو الفراغ الزمني.

فإذاً اشغلي نفسك فيما هو مفيد، رتبي وقتك، تواصلي مع أسرتك بصورة أكثر تفاعلاً مع صديقاتك، اجتهدي أكثر في دراستك، ومارسي شيء من الرياضة والتمارين الاسترخائية، اجعلي لك وردا من القرآن، ولا بد للصلاة أن تكون في وقتها، تأملي في شيء طيب وجميل حين تأتيك هذه الفكرة الوسواسية أيضاً، يمكن أن تتدبري في أمر جميل؛ حدث حياتي حدث لك، أو إنجاز قمت به وتدبري فيه وتأملي فيه، واسعي دائماً لتكراره، هذه الطريقة جيدة جداً لاستبدال الفكر الوسواسي السلبي.

لا أعتقد أنك في حاجة لعلاج دوائي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً