الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من آلام في صدري بعد تعرضي لضغوطات نفسية، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من ألم في منطقة الصدر، وهذا الألم غير متواصل، فقط شعرت به اليوم عندما استيقظت من النوم، وكذلك إذا قمت بحركة، علما أني أعاني من التوتر والضغط النفسي، ودائما ينتابني الخوف والهلع من الإصابة بالأمراض الخبيثة، كالقلب، والسرطان، وأمراض الرأس وغيرها.

فما تشخيص حالتي؟ وهل للحالة النفسية دور في ذلك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمامة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

ألم الصدر في معظمه ناتج من التوترات العضلية والتي سببها التوتر النفسي. القلق والتوتر النفسي كثيرًا ما يتحول إلى توتر عضلي، وأكثر العضلات التي تتأثر هي العضلات التي في منطقة القفص الصدري، والناسُ قطعًا مشغولة بأمراض القلب، لذا يحدث نوعًا من التماثل أو التماهي ما بين الفكرة والألم الجسدي الذي يحدث، وهذه الحالات نُسمِّيها بالحالات النفسوجسدية، وأنتِ أصلاً لديكِ بعض الاستعداد للقلق وللمخاوف المرضية، وهذا قطعًا جعلك تتحسَّسين بهذا الألم.

أيتها الفاضلة الكريمة: حالتك - أو تشخيصك - أنك لست مريضة، لكن لديك ما يمكن أن نُسمِّيه بقلق المخاوف البسيط من الأمراض، وهذا يظهر في شكل أعراض نفسوجسدية.

توكلي على الله، اسألي الله تعالى أن يحفظك، احرصي على أذكار الصباح والمساء، عيشي حياة صحية، والحياة الصحيَّة تتطلب أن تنامي مبكرًا، أن تمارسي أي رياضة تناسب المرأة المسلمة، أن تؤدي صلاتك في وقتها، أن تُحسني إدارة وقتك، وأن تكوني شخصًا نافعًا ومفيدًا لنفسك ولغيرك، واهتمي أيضًا بالجوانب الغذائية، وعليك بالفحص والكشف الطبي الدوري عند طبيب الأسرة، مرة كل ستة أشهر اذهبي وقابلي طبيبتك لتقوم بفحصك وتقوم بإجراء تخطيط للقلب وفحص للدم، وهذا من وجهة نظري يكفي تمامًا.

أرجو ألَّا تُكثري من التردد على الأطباء، وأرجو ألَّا تتطلعي على المواد الطبية بكثرة، كثيرًا ما يُكتب في الإنترنت وخلافه عن الأمراض، وهذه المعلومات ليست كلها صحيحة، وكثيرًا ما تؤدي إلى توهمات، وما ينطبق على شخص لا ينطق على شخص آخر.

في بعض الأحيان نحن ننصف بعض الأدوية المضادة لقلق المخاوف، وقد وجدنا أن عقار (استالوبرام) الذي يُسمَّى تجاريًا (سبرالكس) ممتاز جدًّا لعلاج قلق المخاوف الذي يُؤدي إلى الخوف من الأمراض، لكن في حالتك أعتقد أن الأمر بسيط، وإن تطلب الأمر يمكن أن تتناولي هذا الدواء. التجاهل لهذه الأعراض مهم، وأن تعيشي حياة صحيّة كما ذكرتُ لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً