الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد أن أصبح طبيبة لكني لا أهتم بدراستي، فماذا أفعل؟

السؤال

أنا فتاة في 22 من العمر، أدرس بكلية الطب سنة خامسة، الطب بالنسبة لي حلم الطفولة، لكن ما أشكوه من نفسي هو حالة التبلد التي أصبحت أعيشها، لم أعد أهتم بدراستي، أقضي معظم الوقت في القيام بأتفه الأمور (مشاهدة مسلسلات، أغاني...)، المشكل أنني أعلم أنني أفضل من أن أكون إنسانة تافهة، ولا ينبغي أن أكون، فأنا سأصبح طبيبة -إن شاء الله-.

أصبحت أخاف من نفسي وعلى نفسي؛ لأنني أرى أنني اقتربت جدا من الهاوية، أشعر أنني لا أستحق النعم التي لدي.

وأنا أيضا إنسانة كثيرة الذنوب، وقد وصل بي الاستهتار إلى قطع الصلاة، وحقيقة لا أستطيع ترويض نفسي وتهذيبها. لا أعلم ماذ علي فعله! وهل ربي سيسامحني على أخطائي التي لا تنتهي؟

حتى في دراستي أشعر وكأن الأوان قد فات، وأنني لن أستطيع أبدا أن أكون طبيبة ناجحة.

أنا ضائعة! هل أستطيع تدارك الأمور، وتحسين مستواي؟ مع العلم أنني سنة خامسة، كيف يمكني تحسين علاقتي مع خالقي، وكيف أستطيع مسامحة نفسي؟ فأنا أصبحت أكره نفسي لما أفعله بها!

أرجوكم ساعدوني، أرجوكم!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ وعد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابنتنا طبيبة المستقبل، وأختنا الكريمة- في موقعك، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يوفقك وينفع بك بلاده والعباد.

لا شك أن الشعور بالتقصير هو أول وأهم خطوات تصحيح المسير، والشعور بالتقصير يدفع القلب إلى اليقظة التي هي انزعاج القلب من رقدة الغافلين.

ونبشرك بأن إمكان التدارك موجود، وفرص الإصلاح كبيرة، وربنا الكريم غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى، وحتى تتمكني من التدارك لما فات ندعوك إلى ما يلي:

1. اللجوء إلى الله الموفق لكل الخيرات.
2. الوقوف مع النفس للمحاسبة، ومحاسبة النفس تقلل الأخطاء، كما أن مراجعة الطالب لإجاباته تقلل احتمالات الخطأ. والمحاسبة الحقة توصل إلى التوبة النصوح.
3. تحديد أهداف واضحة وممكنه؛ لأن الذي ليس له هدف لن يصل.
4. وضع جدول للمذاكرة يرتبط بالصلوات؛ لأنها محطات نتزود فيها بالإيمان، وتمنحنا الدافعية.
5. إعطاء النفس حقها من الترويح، وحظها من الراحة، ونصيبها من الطعام.
6. مصادقة الجادات الحريصات الصالحات.
7. إدراك عواقب التأخير، والتعوذ بالله من العجز والكسل؛ فالعجز نقص في التخطيط، والكسل خلل في التنفيذ.
8. بر الوالدين، وطلب الدعاء منهما، والاهتمام بالأرحام، ومساعدة المحتاجين؛ ليكون في حاجتك رب العالمين.
9. حسن اختيار الأوقات للمذاكرة، كالبكور، والاستفادة من إقبال النفس، وتنويع طرق المذكرة لطرد الملل.
10. البعد عن المعاصي؛ لأنها سبب للنسيان للعلم والحرمان، قال ابن مسعود: "كنا نحدث أن الخطيئة تنسي العلم".
11. تصحيح النية، والحرص على سلامة الصدر، والإنسان يعطى على قدر نيته.
12. الصبر ثم الصبر، مع الاستعانة بالله، والتوكل عليه، والتوكل إنما يكون بعد فعل الأسباب.
13. الاستمرار في التواصل مع موقعك؛ حتى تجدي التشجيع والتوجيه.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، والمواظبة على ذكره وشكره وحسن عبادته.

نسأل الله أن يوفقك، ويسعدك، ويحقق لك النجاح والفلاح.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً