الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أقبل من يتقدم لي من العرسان أم أكمل دراستي؟

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة أصبحت أداوم في الكلية، وأنا لست جميلة بل عادية.
استشارتي هي: هل أستقبل أحدا من العرسان الذين يتقدمون لي أم أكمل دراستي، أم أصر على دراستي لمن يتقدم لي، أم أخفي خبر دراستي لمن يتقدم حتى تتم خطبتي؟ لأنه غالبا يتم الرفض لمن تدرس، وعندما أتخرج سيكون عمري ٢٧سنة، تقريبا فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابنتي الكريمة- وردا على استشارتك أقول:
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)، ففي هذا الحديث الشريف يرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى أمر قل من يتفطن له، وهو أن رفض الزوج الذي توفرت فيه هاتان الصفتان يسبب فتنة في الأرض وفساد كبير، وقد جعل عليه الصلاة والسلام الفتنة والفساد نكرة، فدل على أن الفتنة والفساد ليس محددا بأمر معين، فقد يكون من الفساد أن تصير الفتاة عانسا لا يتقدم لها أحد، وقد يكون غير ذلك.

قبولك بمن يتقدم لك، وترك إكمال الدراسة أولى؛ لأن الزواج وتكوين أسرة مسلمة صالحة من أعظم مقاصد الشريعة.

قبول ما يمنحه الله للعبد من الرزق والرضى به يمهد الطريق لنعم أخرى، ورد ذلك قد يكون سببا في شقاء العبد.

احرصي أن يكون شريك حياتك صاحب دين وخلق؛ لأن الدين والخلق صفتان متلازمتان لا تنفكان أبدا، وهما صمام أمان للحياة الزوجية السعيدة، وصاحب الدين والخلق إن أحب زوجته أكرمها وإن كرهها سرحها بإحسان.

إن تفاهمت مع من سيتقدم لك بأن يسمح لك بإكمال دراستك فذلك حسن، وإن أصر على ترك الدراسة، فأنصحك أن تقبلي ذلك طالما، وهو قادر على تحمل كمل المسئولية.

في بعض الجامعات نظام التعليم الإلكتروني (التعليم عن بعد)، وهذه فرصة لتكملي دراستك إن كان هذا النظام معمولا به في بلدك كما أن بعض الجامعات تفتح نظام الانتساب بحيث لا يحضر الطالب إلا أيام الاختبارات، وهذا في الأقسام غير العلمية التي تتطلب حضور الطالب.

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق والسعادة، وأن يرزقك الزوج الصالح.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً