الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من توتر وقلق شديد وخوف من السفر، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

أنا أعاني من التوتر منذ أكثر من 6 سنوات، ولكن في ال5 سنوات الماضية كان التوتر محدود، وفي الأماكن المغلقة فقط، وفي آخر سنة عانيت من التوتر والقلق الشديد بسبب فقدي للعمل، ولم أعمل ل5 شهور.

عندما ذهبت للطبيب أخبرني أن لدي اضطرابا ثنائي القطب بشكل بسيط ومعه قلق شديد وخوف من السفر للأماكن البعيدة لأني أصبت بنوبة هلع أثناء سفري فبعدها كل مرة أبتعد فيها عن المنزل بشكل كبير أتوتر كثيراً وأخاف من نوبة الهلع.

أخذت دواء ريسبردال 1 مج فأصابني اكتئاب وخوف شديد، حتى خفضت الجرعة إلى نصف حبة فذهب الاكتئاب والخوف، ولكن أشعر أن الدواء يوتر أعصابي وسأتوقف عنه نهاية الشهر الحالي بعد 6 شهور من العلاج.

سؤالي المهم هو أني أكون في وضع جيد، ولكن إذا مررت بحدث بسيط كجدال مع الزوجة أو أي مشكلة بسيطة أتوتر بسرعة، ويبدأ الصداع وألم المعدة والظهر، وأخاف أن أصاب بجلطة من هذا التوتر والزعل، وقد يستمر هذا التأثير من يوم إلى 3 أيام.

لقد أخبرني الطبيب أن هذه حساسية زائدة، وأن هرمون الكورتيزل يرتفع لديك بسرعة، وهذه الآلام هي أعراض ارتفاع الكورتيزل لديك، وأحيانا تختلف المشاعر عندما يرتفع فأشعر أني شخص آخر أو أني تغيرت، أو أشعر أني غير طبيعي، فلا أستطيع وقتها أن أعرف ما هي مشاعري! هل أنا خائف أم قلق أم ماذا؟

أرجو مساعدتي، وهل هناك طريقة أو دواء غير الأدوية النفسية يخفض الكورتيزل أو حتى أعشاب حتى أحافظ على الكورتيزل، وهل يلزم عمل فحص لقياس مستوى الكورتيزل بالدم؟

ملاحظة أخرى، الدواء سبب لدي غيابا كاملا للرغبة الجنسية، وأنا خاطب ولا أشعر بميول تجاه خطيبتي، ولا اندفاع، فهل هذا سببه الدواء، علماً أني استبدلته بزيبركسا 5مج نصف حبة منذ نحو شهر، ولكن لا زال انعدام الرغبة موجوداً لدي، وأنا خائف أن يكون الدواء أضر برغبتي الجنسية.

وعذراً على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

في البداية أولاً توجد علامات استفهام كثيرة، أولها: ما هو تشخيصك؟ وقد ذكرتَ أن أحد الأطباء قال إن تشخيصك هو اضطراب وجداني ثنائي القطبية، والاضطراب الوجداني ثنائي القطبية هو اضطراب من اضطرابات المزاج، وإمَّا أن يأتي في شكل نوبة اكتئاب، أو نوبة هوس، ولكن معظم الأعراض التي ذكرتها هي أعراض قلق وتوتر ورهاب، ولا تُوجد أعراض واضحة للهوس، ولا أعراض واضحة للاكتئاب، هذا من ناحية التشخيص أخي الكريم.

أما من ناحية العلاج فالرزبريادون لا يُعالج الاضطراب الوجداني ولا القلق والرهاب، هو مضاد للذهان – أخي الكريم – ويُعطى في المقام الأول للاضطرابات الذُّهانية، وإن كان أحيانًا يُعطى بجرعات صغيرة للوسواس القهري، ولكن لا مكان له في علاج القلق والتوتر.

أيضًا هو يُسبِّبُ مشاكل جنسية (قلة الرغبة، وضعف الانتصاب)، وذلك لأنه يزيد في هرمون البرولاكتين (هرمون الحليب)، وعند النساء تضطرب الدورة الشهرية أو تنقطع، وعند الرجال تقلّ الشهوة والانتصاب، ويمكنك التأكد من ذلك بفحص البرولاكتين، وبعد التوقف عنه يحتاج لفترة حتى يرجع البرولاكتين لوضعه الطبيعي، وبعد ذلك أنت ترجع لحالتك الطبيعية أخي الكريم.

طالما لا توجد أعراض ذهانية – كما ذكرت – فلا يجب أن تستبدل الرزبريادون بالأولانزبين، لأن الأولانزبين أيضًا له مشاكل جنسية.

تحتاج – أخي الكريم – لتشخيص حالتك، ومن ثم أخذ العلاج المناسب، والعلاج المناسب قد يكون حتى علاج نفسي وليس علاجًا دوائيًا، وبذلك لا تحتاج لأن تأخذ أي أدوية تُسبِّبُ مشاكل جنسية وأنت خاطب ومُقبِلٌ على الزواج أخي الكريم.

من الأشياء التي تُشير إلى أن المشكلة قد تكون نفسية في المقام الأول هو فقدانك للعمل أثَّر فيك وأدَّى إلى ظهور بعض هذه الأعراض التي تعاني منها.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً