الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأحلام المفزعة وعلاقتها بالسحر أو المس وعلاجها.

السؤال

السلام عليكم..

حدثت معي أحداث غريبة في الفترة الأخيرة، فقد بدأت أحلم كثيراً مع أنني كنت لا أحلم إلا نادراً، منها ما عرفت تفسيره من بعض مؤولي الأحلام، وكانت إحدى الرؤى أن رأيت فتاة أعرفها وكنت أحبها وطلبتها للزواج؛ فرفضت لأنني متزوج، ولا تزال في قلبي، وبعدها ظلت معرفتها لي كأخت.

في البداية لم أتغير، بالعكس كنت أحب زوجتي أكثر مما مضى، ولكن المشكلة بعد ذلك أنني تغيرت في بعض الأمور التي كنت أعملها، تغيرت في بيتي ومع زوجتي ومع بناتي، وبدأت أشعر في نفسي أنني لست طبيعياً فعلاً، وفي يوم نمت ووضعت القرآن على سورة البقرة، وقرأت آية الكرسي، وفوجئت ذلك اليوم بحلم استيقظت منه فزعاً، فاستغربت كيف يحدث ذلك وأنا أسمع سورة البقرة؟ فأصبحت أخشى أن أكون مسحوراً؛ فكيف لي أن أعرف إن كنت كذلك؟ وكيف أعرف الآثار؟ ومن فعل ذلك؟ وكيف يكون الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نسأل الله أن يُعيننا وإياكم لما فيه الخير والصلاح.

تسلّمت استشارتك، والتي تتعلق بخصوص الأحلام التي ظلت تنتابك، وأقول لك أخي: إن أغلب الأحلام تأتي من حديث النفس وما يتعلق بالذاكرة، أي الذي كان يفكر فيه الإنسان، وهذا أمر طبيعي، كما أن بعض الأحلام ترتبط بصحة الإنسان؛ فإن كان يشعر بشيءٍ من الآلام والإرهاق فتأتي أحلامه مُفزعة.. وهكذا، وكل ذلك وفقاً لشهادات بعض مفسري الأحلام، ولكن الذي يعنينا هو الحكم الشرعي للرؤيا والحلم؛ فإنهما لا يُبنى عليهما حكم شرعي أبداً، ومن ثم فإذا كان الحلم فيه شيء مخالف للشرع فهو من الشيطان.

وعليه فرؤياك الأولى للفتاة وكونك قد طلبتها للزواج ورفضت لأنك متزوج، هذا بالطبع حلم والحلم من الشيطان، وليست رؤيا؛ لأن الرؤيا من الرحمن، ويريد الشيطان أن يُوحي لك وبصورةٍ غير مباشرة بفراق زوجتك وأولادك، وجعلك تفكر في هذا، حتى قادك إلى الكراهية أو عدم حبهم، ثم تأتيك الأحلام المفزعة، وعلى كلٍ فهذا مجرد اجتهاد في التعبير، ولكن الذي يهم كذلك هو العلاج، وقد ثبت أن الرقية الشرعية هي العلاج لمثل هذه الأحلام المفزعة، وعليه أرى أن تذهب لرجل عالم بالسنة ويطبق بها ليمدك بالرقية الشرعية الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وواجبٌ عليك شرعاً أن ترجع إلى زوجتك وأولادك وتعاملهم بما يجب عليك، وألا تظلمهم حقهم في المعاملة أو الإنفاق...الخ.

وعليك أخي بكثرة تلاوة القرآن وحفظه، فالقلب الذي يخلو من القرآن كالبيت الخرب، والشيطان لا يسكن إلا في البيت الخرب.

وفقني الله وإياك لما فيه الخير والصلاح.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً