الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الاستيقاظ بدون سبب مع تخيلات، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ينتابني على فترات متقاربة بعض من التوتر عند النوم، فأصبح أفكر في أفكار سلبية تؤثر علي ولا تدعني أنام سريعا، فيأخذ لي بعضا من الوقت كساعة إلى ساعتين كي أغفو من كثرة تعبي، وأحيانا عندما أغفو أستيقظ بعد ربع ساعة إلى نصف ساعة، مع شيء من الوعي النصفي يمتد لدقائق معدودات بها أبدأ بالتخيلات الغير إرادية، وكأنني بحلم وأنا لست بحلم أو أن -أخي- الذي ينام في نفس الغرفة ليس بأخي، وهو مجرد إنسان آخر أعرفه، ولكنني لا أعرف لما ينام معي في نفس الغرفة، حتى أصحو تماما وأنظر من حولي لأرى وأعي ما كان يدور في رأسي من تخيلات لا معنى لها ولا أصل.

وصرت أفكر أنني سأفقد عقلي، وأصبح مجنونا -لا سمح الله-.

على فكرة، في البداية أثرت علي سلبيا، وصرت لا أطيق النوم، ولكن عندما جلست مع نفسي وتفكرت بها فهي لا تراودني إلا قليلا على فترات متباعدة، أصبح وقعها علي أسهل، ولكنها تؤرقني في الوقت نفسه.

ولا أعلم إن كان عملي الشاق يزيد الأمر سوءا أو لا.

آسف على الإطالة، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كل ما تعاني منه – أخي الكريم – هو مشاكل حول النوم، إمَّا صعوبة النوم، أو الأحلام، أو أشياء تحس بها وأنت في بداية الاستيقاظ، كل هذا يمشي مع مشاكل النوم، وهو ليس مرضا في حدَّ ذاته، إنما هو أشياء تحصل مع النوم وتكون من اضطرابات النوم أخي الكريم.

أمَّا بخصوص العمل الشَّاق فالعمل الشاق إذا كان عمل بدني أو جُسْماني فإنه بالعكس يؤدي إلى أن ينام الشخص بسرعة ويؤدي إلى نومٍ عميق، لأنه يكون الإنسان مُجهدًا ويحتاج إلى الراحة. أمَّا إذا كان العمل شاقًّا ذِهْنيًّا فهذا طبعًا يكون له تأثير في النوم، في صعوبة الدخول في النوم، وفي النوم المتقطّع، وفي هذه الحالة يجب أن يكون هناك حدًّا فاصلاً بين العمل والنوم، لا تحضر معك مشاكل العمل إلى السرير والفراش، لأن هذا يؤدي إلى عدم النوم وإلى المشاكل التي تحصل أثناء النوم، وأحيانًا الأحلام المزعجة.

الشيء الآخر – أخي الكريم-: هناك أشياء يجب اتباعها: أن تنام في وقتٍ مُعيَّن ولا تجعله متأخرًا، وليكن النوم مبكرًا، وقتًا يوميًا ثابتًا، وأطفئ أنوار الغرفة عندما تريد النوم، ويجب أن تكون الغرفة حسنة التهوية، ولا تكون باردة أو ساخنة، ولا تتناول وجبات دسمة قبل النوم، ولا تتناول أي مُهدئات أو مُنبِّهات بعد الساعة الخامسة مساءً، ولا تقم أيضًا بتمارين عنيفة قبل النوم، وكما ذكرتُ لا تحمل مشاكل العمل معك إلى السرير، وإذا ذهبت إلى الفراش ولم تستطع النوم في خلال نصف ساعة، فعليك بالقيام من السرير والانشغال بأشياء أخرى مثل القراءة أو مشاهدة التلفاز، حتى يأتيك النعاس، ثم نم مرة أخرى أخي الكريم.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً