الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من عدم التركيز في أي شيء.

السؤال

السلام عليكم..

أعاني من عدم التركيز، لا أستطيع قراءة الكتب، ولا الجلوس لأداء عملي لفترة طويلة، وأكثر ما يحزنني هو صلاتي؛ لأني لا أركز أبداً في الآيات التي أقرؤها، أصحبت صلاتي تابعة لروتيني، آلية، خالية من التدبر كأني أقوم بالتمارين الرياضية، حاولت لعدة مرات التركيز لكن كل ما هو حولي يشتت انتباهي، الغرفة التي أصلي فيها نزعت منها كل الديكور وما زلت لا أركز، أفكر فيما سأفعله بعد الصلاة والمهام التي سأقوم بها في ذلك اليوم.

أرجو المساعدة!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رحمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونحيي رغبتك في الخشوع في الصلاة، ونبشرك بأن صدقك في نيتك سوف يوصلك إلى الخشوع في صلاتك؛ فالصلاة الخاشعة سبب للتوفيق في الحياة والصلاة أمان في الأرض، وطمأنينة في النفس، ونسأل الله أن يرزقنا جميعا الخشوع في صلاتنا، والتلذذ بالعبادة والإنابة لربنا.

لا شك أن التركيز في الأمور يحتاج إلى صبر وتدريب بعد توفيق القريب المجيب، فاجعلي الهموم هما واحدا حتى يجمع الله لك الشمل، ويجعل الدنيا تنقاد لك وتخدمك، وتذكري الغاية التي خلقنا لأجلها، فالعظيم تكفل بأرزاقنا وكلفنا بعبادته، لكننا كثيرا ما نشغل أنفسنا بما تكفل به الكريم سبحانه، وننسى الوظيفة التي خلقنا لها سبحانه، قال تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين).

ومما يعينك على ترتيب حياتك ما يلي:
1 اللجوء إلى الموفق سبحانه فإن الخير بيديه.
2 التعوذ به سبحانه من العجز والكسل فالعجز نقص في التخطيط، والكسل خلل في التنفيذ.
3 ترتيب الأولويات فلا يصح تقديم ما حقه التأخير ولا تقديم ما مكانه التأخير ولله عمل بالنهار لا يقبله بالليل.
4 تحديد الأهداف لأي عمل تقومين به؛ فالذي ليس له هدف لن يصل، والمسلمة لها أهداف قريبة وأخرى بعيدة، وكلها خادمة للهدف الذي خلقنا لأجله والغاية التي وجدنا لتحقيقها، وربنا لم يخلقنا عبثا ولن يتركنا سدى.
5 التسلح بالصبر والاستعانة بالله والتوكل عليه مع حمل النفس على معالي الأمور، قال صلى الله عليه وسلم، ومن يتصبر يصبره الله.
6 تعظيم الصلاة والاستعداد لها قبل وقتها، والاجتهاد في استحضار معانيها، واستشعار عظمة من نقف بين يديه.
7 إزالة كل ما يشغل عن الخشوع، وقد أحسنت بإزالة الديكورات والأشياء التي تلهي، وعليك بقضاء حاجات النفس، فلا صلاة بحضرة طعام ولا وهو يدافعه الأخبثان، ويقاس عليها ما يشبهها من الأشياء الملحة التي تشوش على عقل الإنسان.
8 الحرص على صلاة نوافل وتلاوة قرآن قبل الدخول للصلاة ليكون الانتقال من طاعة إلى طاعة.
9 تكرار المحاولات من أجل تحقيق الخشوع، وذلك بطول الركوع والسجود والدعاء والمواظبة على الصلاة والمداومة عليها.
10 الحرص على الصلاة في جماعة ولو مع من معك في المنزل من الأخوات.
11 التقفه في أمر الصلاة، فالفقيهة أشد على الشيطان من ألف عابد وعابدة.
12 تقوى الله والإخلاص له سبحانه.
13 الاستمرار في التواصل مع موقعك فالمؤمنة ضعيفة بنفسها قوية بعد الله بإخوانها وأخواتها.

ونسأل الله أن يوفقك ويسعدك ونكرر التحية والتهنئة لك على الرغبة في الخشوع، ونبشرك بأن من سارت على الدرب سوف تصل فاستعيني بالله وتسلحي بالصبر والإصرار.

نسأله التوفيق والاستقرار.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً