الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من الوسواس الذي يراودني؟

السؤال

السلام عليكم

أنا عندي وساوس أنه سيحدث لي بتر في رجلي؛ لأنني رأيت حالة لذلك، ومنذ ذلك الوقت يأتي لي وسواس بأن ذلك سيحدث لي ذلك.

لا أعلم إذا أصابني ذلك هل سأتحمل أم لا، ولذلك تأتي وساوس لي أن الله سيفعل بي ذلك ليعرف موقفي هل سأتحمل أم لا، وهل هذا سوء ظن بالله، وكيف أتخلص من هذا الوسواس؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

ليس هذا سوء ظنٍّ بالله، هذا -يا اخي الكريم- هو وسواس، وبالأحرى هي مخاوف وسواسية، عندما رأيتَ هذا البتر حصل لك خوفًا من أنه سيحصل لك ذلك، هذه مخاوف وسواسية، خوف من أن يحدث لك مثل هذا الشيء، وبعد ذلك امتدَّت الوساوس إلى طرح أسئلة، مثل: ماذا ستفعل إذا حصل لك مثل ذلك؟ هل ستتحمّل أم لا تتحمَّل الألم؟ وبدأت هذه الدوامة وهذا الطرح الوسواسي يتكرر ويتبدَّل، ولكن كل محوره هو في الخوف من البتر ووساوس ماذا سيحصل إذا حصل لك ذلك.

هذا خوف وسواسي -أخي الكريم- وعلاجه إمَّا بالعلاجات السلوكية المعرفية المعروفة، وهي: التجاهل، أو التحييد (الانصراف) عن هذه المخاوف الوسواسية، التجاهل طبعًا بأن نتجاهل الوساوس مطلقًا ولا نحاول أن نتصرف بأي شيءٍ اتجاهها، أو التحييد عنها بأن نفكرِّ في شيء آخر، نفكّر في شيءٍ آخر كلما أتانا التفكير في هذا الشأن.

أحيانًا قد يتطلب ذلك الاستعانة بمعالِج نفسي -أخي الكريم- المعالج النفسي يُساعدك كثيرًا، وأحيانًا يتطلب استعمال أدوية أيضًا مع العلاج السلوكي المعرفي، كل هذا يجب أن يكون تحت إشراف طبيب نفسي مختص -أخي الكريم-.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً