الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موت قريب لي أثر على حياتي النفسية.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لدي مشكلة أتعبتني كثيرا وأثرت على حياتي، وأسأل الله تعالى أن أجد حلها بين أيديكم.

أنا شاب، عمري 28 سنة، منذ 4 أشهر تقريبا وأنا أعاني من حالة الحزن والوساوس من الأمراض، وذلك بعد تعرضي لصدمة نفسية بوفاة قريب عليه رحمة الله والمسلمين أجمعين، وبسبب أيضا بعض الضغوط النفسية.

الوساوس استمرت معي وسببت لي مشاكل في النوم، ولكنني ولم أرغب بالأدوية النفسية فحاولت أن أتغلب عليها بنفسي بتجاهلها والتضرع إلى الله -عز وجل- أن يكفيني شرها، واستخدمت بعض المكملات الغذائية لتحسين الحالة مثل حشيشة القلب (St. John wort)، وشعرت بتحسن بعدها ولكن لم تختفي تماما تلك الوساوس.

وبسبب تلك الوساوس، افترضت قبل شهر تقريبا أن لدي فعلا مرض عضوي من أعراض معينة، وذهبت للمستشفى للتأكد، ولكن الطبيب أفاد أنني لا أعاني من مرض عضوي، وقد يكون السبب نفسي.

ومنذ أسبوع تقريبا لاحظت اهتزاز بسيط في الرقبة واليدين يزداد مع التوتر والقلق، ويزول عند عدم تفكيري به، فما السبب، وما الحل؟

اعتذر عن الإطالة، وأرجو الإفادة، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ Abdullah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالأحرى أصابك رهاب المرض – أخي الكريم – وقلق وتوتر أكثر من كونه وسواس، وما تحسّ به هي أعراض قلق وتوتر، ومن بينها الخوف من الأمراض، وهو من علامات الخوف والقلق – أخي الكريم – وطبعًا الحالة تشتدّ وتختفي بعض الأعراض (أحيانًا)، وهذا شيء طبيعي، حتى بدون علاج، ولكن العلاجات التي استعملتها – سواء كانت عُشبية أو علاجات نفسية عملتها بنفسك –خفَّفتْ من الأعراض كثيرًا، ولكن لم تُعالجها نهائيًا أو تمامًا، وهذا ما حدث بك عند حدوث الأعراض مرة أخرى أن تذهب إلى طبيب وتعمل فحوصات للاطمئنان، وهذا دليل على القلق والتوتر.

إذًا أُولى خطوات العلاج – أخي الكريم -: التوقُّف عن عمل الفحوصات، لأن هذا مرض نفسي وليس عضويًّا، ولا يظهر بأي شيء من الأشياء في الفحوصات.

الشيء الثاني: الذهاب إلى الأطباء وعمل الفحوصات يعضِّد فكرة الخوف ووجود المرض، ولا يؤدي إلى الاطمئنان، لأنه حتى إذا كانت الفحوصات طبيعية فقد يبدأ القلق في أن هذا المعمل أو المختبر قد لا يكون معملًا ومختبرًا جيدًا، بل أذهبُ إلى معمل ومختبر آخر أو إلى طبيب آخر، وهكذا يستمر القلق والتوتر، فأولُّ شيءٍ يجب عليك عمله أن تتوقف عن عمل الفحوصات، وعدم التنقل بين الأطباء، هذا المرض – كما ذكرنا – مرض نفسي ويحتاج إلى معالجة نفسية.

المعالجة النفسية تبدأ بالعلاج النفسي، وبالذات الاسترخاء، الاسترخاء مهمٌّ جدًّا في حالات القلق والتوتر، ويا حبذا لو ذهبت إلى مُعالِج نفسي يُعلِّمك طريقة الاسترخاء الصحيحة، وهي الاسترخاء العضلي، والاسترخاء بالتنفُّس، الاسترخاء العضلي والاسترخاء بالتنفُّس مفيدان جدًّا في حدوث حالة الاسترخاء، إذا تعلَّم الشخص الاسترخاء فإنه تلقائيًا يطرد القلق والتوتر من جسمه، فالضدَّان لا يلتقيان – الاسترخاء والقلق – أخي الكريم.

وإذا تطوّر هذا الشيء فيجب عليك اللجوء إلى طبيب نفسي، وأخذ علاجات نفسية، فهناك علاجات نفسية كثيرة تُساعد في القلق والتوتر، وآثارها الجانبية قليلة، ولا تؤدي إلى الإدمان.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً