الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عانيت لفترة من اكتئاب حاد وتناولت أدوية وشفيت منه ثم عاد

السؤال

السلام عليكم

كنت أعاني لفترة طويلة من اكتئاب حاد، وتناولت مجموعة كبيرة من أدوية مضادات الاكتئاب، أهمها انافرانيل 75mg الذي استمريت فيه لأعوام.

شفيت منه ولكن بعد عام من الانقطاع عن الدواء عاد لي نفس المرض، وبحدة بعد الزواج، وتعالجت عند طبيب آخر أعطاني مجموعة أخرى من الأدوية أهمها ايسيتالوبرام10mg مع tegretol 200mg وبعدها تحسنت كثيراً عن السابق، وأتممت علاجي فقط بescitalopram وبدأت بالعلاج التدريجي للتوقف عنه، وأوقفته لوحدي إلا أني بعد تقريباً أقل من عام منذ إيقافه أشعر ببداية اكتئاب.

لذا أعطوني البرنامج العلاجي للرجوع لسيتالروبرام، أرجوكم لأنه الدواء الوحيد الذي ساعدني كثيراً.

علماً أني متزوج منذ تقريباً 3 سنوات، ولم أرزق بالذرية، فهل لهذه الأدوية دخل في ذلك؟

وشكراً إخوتي الأفاضل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم، تحصل انتكاسات للاكتئاب، وقد تكون الانتكاسات بسبب المرض، أو بسبب ظروف وأحداث يمر بها الشخص، فلذلك دائمًا يجب تغيير كل حالة على حدة، ومعرفة ما هي الأسباب التي تؤدي إلى رجوع المرض، هل هو لانقطاع الدواء وحده، أم هناك ظروف وأحداث أخرى تلعب دورًا في هذا؟ هذا من ناحية.

الرجوع للاستالوبرام – أخي الكريم – سهل جدًّا، يجب أن نبدأ بجرعة صغيرة في البداية، نبدأ بنصف حبة لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك نرفع الجرعة إلى حبة كاملة، وننتظر فترة ستة أسابيع إلى شهرين، فإن اختفت كل الأعراض فهذه هي جرعتنا التي يجب أن نستمر عليها لعدة أشهر، أما إذا كان هناك تحسّن جزئي فيمكن زيادة الجرعة من عشرة مليجرام إلى خمسة عشر مليجرام – أي حبة ونصف – لمدة أسبوعين، ثم إلى حبتين بعد أسبوعين آخرين، وعلينا الانتظار أيضًا لمدة ستة أسابيع أخرى، فإذا اختفت الأعراض هذه المرة فهذه هي جرعتنا المناسبة التي يجب أن نستمر عليها لعدة أشهر أخي الكريم.

الشيء الثاني الذي أودُّ أن ألفت النظر إليه هو أنك قد تحتاج إلى علاج نفسي مع العلاج الدوائي، العلاج الدوائي وحده ليس كافيًا، لابد من علاج نفسي للتعامل مع المشاكل الأخرى التي ذكرتها التي قد تكون سببًا في حدوث هذه الانتكاسات، وهذا يتم التعامل معها من خلال العلاج النفسي المستمر.

الشيء الثالث والأخير والأهم: يجب أن يتم كل هذا تحت إشراف طبيب نفسي، يا أخي الكريم: المتابعة مع الطبيب هي أهم شيء، مع طبيب واحد، يعرف طبيعة المرض، يعرف مشاكل، ويستطيع أن يُوقف العلاج أو يزيد الجرعة أو يُضيف علاجًا آخر متى ما رأى ذلك مناسبًا، فالمراجعة مهمَّةٌ جدًا مع طبيب نفسي يا أخي الكريم.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً