الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أستخدم أدوية الفصام، فهل سيبقى مفعولها مناسبا لي مدى الحياة؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا أستجيب لأدوية الفصام والأدوية النفسية بشكل جيد جدا، وأتعالج منذ 15 سنة، والأعراض هي: فقدان التركيز، الوسواس، والخوف، فهل سيبقى مفعول الأدوية يناسبني مدى الحياة، أم سيأتي يوم لن تناسبني الأدوية وأفقد السيطرة؟ وما هو اسم مرضي؟ وهل سيعود انتصاب القضيب ممتازا يوما ما؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عامر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله الذي جعلك تستجيب للأدوية التي تتناولها بصورة ممتازة، وهذا دليل أنه يوجد توافق جيني مع هذه الأدوية، وهذا أمرٌ ممتاز، وإقبالك على الدواء أيضًا بيقين ورغبة مع الدعاء قطعًا يُحسِّن من فعاليته، فاستمر على العلاج – أخي الكريم – كما هو موصوف، وأنصحك بأن تراجع طبيبك من وقتٍ لآخر.

أهم آلية علاجية تمنع الانتكاسات هي الالتزام بالدواء، ومراجعة الطبيب، وأن يكون الإنسان إيجابيًّا في حياته وأفكاره وأفعاله، احرص على هذا -أخي الكريم-.

وأنا أطمئنك – أخي الكريم – أن هذه الأدوية لا تفقد فعاليتها أبدًا، على وجه الخصوص الأدوية المضادة لأمراض الفصام والأدوية المضادة للاكتئاب والوسواس، أدوية معروفة، ليست تعوّديّة، ليست إدمانية، وليس لديها ظاهرة التحمُّل، وظاهرة التحمُّل أقصد بها: أنك تحتاج أن ترفع جرعة الدواء حتى تتحصّل على فائدته العلاجية والإكلينيكية، هذه الظاهرة غير موجودة في هذا النوع من الأدوية، والحمد لله هي سليمة في جُلِّها ومعظمها.

فاستمر على العلاج بانتظام، كما أن المستكشفات العلمية والتقدُّم العلمي يأتينا باستمرار بأخبارٍ إيجابية حول هذه الأدوية، وحتى طُرق تحضير هذه الأدوية تطوّرتْ، وربما يسُوقُ لنا المستقبل -إن شاء الله تعالى- أدوية أكثر نفعًا وأكثر تطوّرًا وأكثر سلامة، فاستمر على علاجك.

وبالنسبة لتشخيصك – أخي الكريم -: هذا أرجو أن تُناقشه مع الطبيب، لكن يظهر لي أنه لديك أعراض وسواسية – كما تفضّلتَ – وأنصحك أن تكون شخصًا فعّالاً في الحياة، هذا مهمٌّ جدًّا، لا تعامل نفسك معاملة شخص مُعاق، فأنت لست بمعاقٍ أبدًا، والمرض ليس عيبًا – أخي الكريم –.

هذا هو الذي أنصحك به، وأنا أعرف أنك أنت على إدراك به، لكن وددتُّ أن أؤكد على هذه النصيحة.

بالنسبة لانتصاب القضيب: أخي الكريم؛ كثير من الأدوية النفسية ربما تؤثِّر على الانتصاب قليلاً، لكن هذا التأثير تأثير مؤقت، وليس دائمًا، وهنالك سبل كثيرة جدًّا ليتحسّن الإنسان حول هذا الموضوع، وذلك من خلال: التغذية الحسنة، عدم الخوف من الفشل الجنسي، النوم مبكرًا ليلاً، ممارسة الرياضة، الدعاء، هذا كله يُقلِّل همَّك حول هذا الموضوع.

وعمومًا: ضعف الانتصاب التي تُسبِّبه هذه الأدوية هو أمرٌ عابر، وعارض، ويزول بزوال السبب، علمًا بأنه توجد أدوية تأثيراتها السلبية قليلة جدًّا على الذُّكوريَّة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً