الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من قلق نفسي وذعر، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم..

ما الحل في نوبات القلق والتوتر والذعر والخوف من المستقبل؟ حيث أنني لا أخاف من أي شيء، ولا يتملكني الوسواس إلا في هذا الأمر؟ وهذا يؤثر على شخصيتي، وأتناول حالياً موتيفال 10 مرة واحدة مساء، وأندرال 10، فما هي نصيحتكم؟ لأن القلق والتوتر يسببان مشكلة في حياتي، حيث تلازمني رعشة في يدي منذ الطفولة.

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

القلق هو طاقة إنسانية، لها إيجابيات ولها سلبياتها، فالقلق الصحي يدفعنا من أجل النجاح، والقلق المرضي يؤدي إلى كثير من التوترات والخوف والانهزام النفسي، والإنسان يمكن أن يحول قلقه السلبي إلى قلقٍ إيجابي، وذلك من خلال المثابرة، والاجتهاد، وحسن إدارة الوقت، وممارسة الرياضة، وتطبيق بعض التمارين الاسترخائية، وأن يكون لك خطة لإدارة الحاضر والمستقبل، وأن تعيش الحاضر بقوة والمستقبل بأملٍ ورجاء.

الخوف من المستقبل –أخي الكريم– لا يفيد، والعيش في الحاضر بقوة هو المطلوب، والحاضر هو ماضي المستقبل أصلاً، فإن أحسنت الحاضر وكنت مُجيدًا فالمستقبل إن شاء الله تعالى سوف يكون على أفضل ما يكون.

إذًا عش الحاضر بقوة، والأمر كله بيد الله. قدِّم مشيئة الله وخذ بالأسباب وتوكل على الله، وعش حاضرك بقوة وإنتاجية وفعالية، وكما ذكرتُ لك: المستقبل يعتمد على الحاضر، وليس أكثر من ذلك.

وأنصحك – يا أخي – أن تُعبِّر عن ذاتك، لا تحتقن نفسيًّا وتكتم في نفسك ما لا يُرضيك، وعبِّر عن ذاتك بذوق، وطوّر شبكتك الاجتماعية، وابنِ شبكة اجتماعية إيجابية متوازنة وجيدة وممتازة، والقيام بالواجبات الاجتماعية مثل مشاركة الناس في أفراحهم وأتراحهم وتلبية الدعوات والترفيه عن النفس بما هو جيد ومفيد، هذا يجعل الإنسان بالفعل في راحة نفسية كبيرة، فاحرص على هذه الآليات وطوّر نفسك، ويجب أن يكون ولائك وانتمائك لأسرتك على أحسن ما يكون، وأن تكون مشاركًا في تطوير الأسرة.

أخي الكريم: يجب أن تُطبّق تمارين استرخائية بكثافة، إن ذهبت لأحد المعالجين النفسيين سوف يُدرّبك عليها، أو يمكنك أن تفتح أحد المواقع على شبكة الإنترنت، وهنالك الكثير من البرامج التي توضّح كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء. وإسلام ويب لديها استشارة تحت رقم (2136105) أوضحنا فيها كيفية ممارسة هذه التمارين.

أيها الفاضل الكريم: الموتيفال والإندرال كلاهما جيد، لكن أعتقد أن حالتك تحتاج لدواء أفضل من هذين الدوائين، والدواء الأفضل هو عقار (سيرترالين) والذي يُسمى تجاريًا (زولفت). الجرعة – إن أردتَّ أن تتناول هذ الدواء – هي: أن تبدأ بنصف حبة (خمسة وعشرون مليجرامًا) تتناولها يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها حبة واحدة – أي خمسون مليجرامًا – يوميًا لمدة شهرٍ، ثم اجعلها حبتين يوميًّا، ويمكن أن تتناولها في أي وقتٍ من اليوم، استمر على هذه الجرعة العلاجية لمدة شهرين، ثم خفضها إلى حبة واحدة يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة يوميًا لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

ولا مانع أن تتناول حبة واحدة من الموتيفال لمدة شهرين مثلاً، ثم اجعلها حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناوله، وكذلك بالنسبة للإندرال.

أما بالنسبة للرعشة: فقد يكون سببها هو القلق، وهذا هو في أغلب الظنّ. تمارين الاسترخاء سوف تفيدك كثيرًا، وكذلك العقار الذي وصفته لك وهو السيرترالين، لكن يفضل أيضًا أن تقوم بإجراء بعض الفحوصات الطبية، تتأكد من مستوى قوة الدم لديك، ووظائف الغدة الدرقية – على وجه الخصوص، مهمَّة – لأن زيادة إفراز الغدة الدرقية قد يؤدي إلى الرعشة في اليدين، وإن كنتُ لا أتوقع ذلك في حالتك، لأن هذه الرعشة منذ الطفولة، وغالبًا سببها القلق كما ذكرتُ لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً