الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب الشعور بالخوف والقلق بلا سبب؟

السؤال

السلام عليكم.

عانيت من الهلع عام 2014، وتعالجت بالسبرام 40 ملغ لمدة 4 سنوات، لكن حالتي انتكست من جديد بطريقة غريبة، أعاني من خوف وقلق بدون سبب واضح، وأتذكر الماضي بكل إيجابياته وسلبياته، وكلا الحالتين تسبب لي الإزعاج والخوف وتعكير المزاج والاكتئاب والأفكار السيئة والعصبية.

راجعت طبيبا، فشخص حالتي أنه وسواس قهري، وطلب مني التوقف عن السبرام، ووصف لي سيروكسات 20 ملغ يوميا، ورسفارم يوما بعد يوم 0.5، ولورنس 1 ملغ عند الضرورة حتى لو استمر لمدة شهر، مع جلسات علاج سلوكي بعد شهرين، استمررت شهرا ونصف لكني لم أتحسن، وأعاني من الجمود وعدم تركيز الرؤية وتعب وخمول وتعكر المزاج وعدم الرغبة بالكلام وعدم الإحساس بالجسم وصداع شديد.

راجعت طبيبا آخر، أخبرني أن التشخيص خاطئ، وأني أعاني من الاكتئاب، وأن العلاج غير صحيح، والرسفاوم لا يؤخذ يوما بعد يوم، ولن تفيدني جلسات العلاج السلوكي. فما رأيكم مع أي طبيب أتابع؟ وما العلاج الصحيح؟ وهل ريسفارم يوما بعد يوم يفيد؟ وهل اللورنس خطير عند استعماله لشهر متواصل؟ لأني عندما أريد تركه تزداد الأعراض، فما رأيكم، أي الطبيبين محق؟ وما تشخيص حالتي؟ وماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Laeth حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فكلام الطبيبين قد يكون صحيحًا؛ لأن المشكل في الأمراض النفسية أن الحالة تتغيَّر، نمرة واحد: من وقتٍ لآخر، ونمرة اثنين: قد تكون هناك أعراض مختلفة عند الشخص، فيمكن أن تكون هناك أعراض قلق وتوتر واكتئاب وبعض الوساوس في نفس الوقت عند الشخص المُعيَّن، وأحيانًا طبعًا الاكتئاب النفسي قد تُصاحبه أعراض قلق وتوتر، ويُقال أن أكثر من ثلاثين بالمائة من مرضى الاكتئاب تكون عندهم أعراض قلق وتوتر، وتكون عندهم أعراض وسواس قهري.

فالمهم الزاوية التي ينظر إليها الطبيب يتمّ من خلالها التشخيص -أخي الكريم-.

الشيء الثاني: الـ (رسفاوم) – وهو الرزبريادون – هو طبعًا من فصيلة مضادات الذهان، وطبعًا هو ليس دواءً مهدِّئًا، ويُستعمل بجرعاتٍ صغيرة عند مرضى الوسواس القهري، وقد يكون استعماله يومًا بعد يومٍ، لأنه لم يُوجد جرعة أصغر من النصف مليجرام ليعطيك الطبيب إيَّاها، أراد أن تأخذ جرعة صغيرة جدًّا، ولم يجد جرعة أصغر من نصف مليجرام، فلذلك طلب منك أن تتناوله يومًا بعد يومٍ لكي تكون الجرعة اليومية ربع مليجرام، والله أعلم -أخي الكريم-.

أما بخصوص العلاج السلوكي المعرفي، فمعروف أن العلاج السلوكي المعرفي مفيد في كثير من الاضطرابات النفسية ومن بينها الاكتئاب والوسواس القهري والقلق والتوتر.

الآن نصيحتي لك – أخي الكريم – أن تذهب إلى طبيب آخر (ثالث)، وتثق فيه، وليكن استشاريًّا، وسوف يقوم بأخذ تاريخ مرضي مفصّل وفحص للحالة العقلية، ومن ثمّ إعطاؤك العلاج المناسب، إذا كان علاجًا دوائيًا أو علاجًا نفسيًّا.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا alaakasem

    شكراً

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً