الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل هناك علاج يخلصني من مشكلة عض اللسان؟

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة بعمر 27 سنة، وزني 38 كيلو، أعاني من عض لساني أثناء التحدث منذ سنتين، وذهبت لطبيب نفسي أعطاني سيروكسات 20 ملم، وطلب مني أن أزيدها بعد أسبوعين، وأصبحت آخذ 40 ملم، ولكن لم أشعر بأي تحسن يذكر إطلاقاً، بل أصبحت أشعر بألم في أذني ورقبتي بسبب عض لساني، وحالتي النفسية إزدادت سوءا، وأصبح تركيزي كيف أمنع نفسي عن ممارسة هذا الفعل، فما هو الحل؟

قد أصبحت أفكر في زيادة الجرعة إلى 60، أو ماذا علي أن أفعل؟ وهل هناك دواء متاح آخر؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ lmmiaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولاً: وزنك حقيقة أزعجني، وأرجو أن تكون فحوصاتك سليمة.

لماذا أنت بهذا الوزن؟ هل لديك مشكلة في الشهية للطعام؟ هل تريدين أن تكوني بهذه الدرجة من النحافة؛ حيث إن هذا الأمر موجود لدى بعض الفتيات؟ هل لديك علّة طبيّة؟ هل تُعانين من اكتئاب نفسي؟

هذه كلها يجب أن تُطرح، ويجب أن تُناقش مع طبيبك، ولا بد أن يكون وزنك وزنًا صحيًّا طبيًّا.

المشكلة التي تحدثت عنها – وهي عض اللسان – هذا قد يكون نوعا من التطبُّع أو التعوّد الوسواسي، وكل فعلٍ قبيحٍ يستحوذ على الإنسان يجب أن يرفضه الإنسان، الأمر في غاية البساطة.

أنا أريدك أن تقومي بنشاط بديلٍ، أريدك أن تتدارسي مع مُحفِّظة للقرآن مخارج الحروف، ويكون البديل لعضِّ اللسان هو أن تنطقي وتُخرجي حرفًا بالصورة الصحيحة التي تتعلَّمينها من المعلِّمة، هذا نشاط بديل، حين تأتيك هذه المشاعر بعض لسانك قولي لنفسك: (لا، أنا لن أقوم بعضِّ لساني، إنما سوف أنطق حرف الألف – مثلاً – أو حرف القاف، وأدخله في جملة...) وهكذا هذه الأنشطة والأفكار البديلة مع تجاهل الوسوسة والإدراك التام أن هذا الفعل فعل مُخِلّ وسخيف وليس بصحيّ، يجعلك إن شاء الله تتغاضين عنه.

الذي أراه أنك لم تأخذي هذا الأمر مأخذ الجدية، والذي تعانين منه هو سلوك مكتسب، والشيء المكتسب يمكن أن يُفقد من خلال التعليم المضاد الذي تحدَّثنا عنه.

الأمر الآخر: يجب أن تجعلي حياتك مُفعمة بالأنشطة والإيجابية، الإيجابية في التفكير، في المشاعر، في تنظيم الوقت، أن تكون لك آمال وطموحات، وأن تُحسني التواصل الاجتماعي، أن تحرصي على عباداتك، وأن تكوني بارَّةً بوالديك... هذا – أيتها الفاضلة الكريمة – يُطوّر من صحتك النفسية والجسدية والاجتماعية، ويصرف انتباهك عن هذا النوع من الأفعال السلوكية الخاطئة.

أنا لا أرى أن العلاج الأساسي هو الدواء، الدواء له دور ويمكن أن يؤدِّيه، لكن التوجيهات السلوكية وتغيير نمط الحياة هو الذي سوف يفيدك.

لا ترفعي جرعة الزيروكسات أبدًا إلى ستين مليجرامًا، وواصلي مع طبيبك، وجرعة الأربعين مليجرامًا يجب ألَّا تُرفع عن ذلك، بل أرى أنها إذا خُفِّضتْ إلى عشرين مليجرامًا يوميًا هذا أفضل، لأني لا أريدك أن تتخذي الدواء كوسيلة للعلاج؛ لأن هذا الانطباع وهذا الاعتقاد ليس صحيحًا. الدواء يُساهم ويُساعد، لكنه ليس وسيلة العلاج في مثل هذه الحالات.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً