الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد قبولي في الجامعة أصابتني ضيقة ملازمة لي طول الوقت

السؤال

السلام عليكم

أنا طالبة جامعية، وهذه أول سنة جامعية، -بحمد الله- قبلت في السنة الصحية التأسيسية، وهذه كانت رغبتي الأولى، لكن الآن أشعر بأني في التخصص الخاطئ، وأن هذه ليست رغبتي، مع أني أردت وبشدة دراسة الطب، لكن الآن تغير كل شيء، فهناك ضيقة ملازمة لي طول الوقت، وأبكي يومياً من شدة الضيق، أشعر وكأني ضائعة، لا أعرف ما أريد، وليس لي ميول معين، إذا أردت التحويل فليس هناك ما أريده، لم أعد أحتمل مقدار الضيق والتفكير الزائد الذي أعاني منه، ومن شدة البكاء أصحبت عيناي متورمتين.

حاولت أن أكون قريبة من الله بهذه الفترة، وأصبحت أدعو الله كل يوم أن يزيل هذا الشعور، وفكرت أنها قد تكون عيناً، ولكن لا أعلم، خائفة من أن أدخل في أي تخصص صحي، وبعد ذلك أكتشف أنه ليس ميولي، فأنا حقاً ضائعة، وأتمنى منكم المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -بنتنا الفاضلة وأختنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يلهمك السداد والرشاد، والطاعة لرب العباد.

إن رغبتك الأولى هي التي ينبغي أن تتمسكي بها، وتصري عليها، وستنجحين فيها -بحول الله وقوته- ولن يطول هذا التوتر والانزعاج، فتوكلي على الله وأشغلي نفسك بذكره، وحافظي على أذكار الصباح والمساء، واعلمي أن الدعاء ينفع فيما نزل وينفع في ما لم ينزل.

المجالات الطبية مفيدة للمرأة ولأخواتها، والنساء بحاجة لطبيبات متخصصات ماهرات، حتى يرتفع الحرج من تطبب النساء عند الرجال، ولست أدري هل لهذا التوتر أسباب ظاهرة يمكن عرضها ومناقشتها أم ليس هناك أسباب ظاهرة؟ فمن المهم عرض أسباب التوتر والضيق والانزعاج، وإذا عرف السبب بطل العجب، وسهل علينا بتوفيق الله إصلاح الخلل والعطب.

أما إذا لم تكن هناك أسباب ظاهرة ملموسة فأنت بحاجة ماسة للرقية الشرعية، والرقية دعاء، وهي نافعة في كل الأحوال، بحول الله وقوته، ويمكن أن تقومي بقراءة الرقية على نفسك، أو تقرأ عليك الوالدة أو الوالد، ولا مانع من عرض نفسك على راق شرعي يقيم الرقية على قواعدها، ويراعي ضوابطها.

نحن لا نؤيد فكرة التحويل عن رغبتك الأولى، وثقي أن بعض الصعوبات موجودة في كل التخصصات، ولكن بالاستعانة بالله أولاً، ثم ببذل الأسباب تسهل الصعاب.

هذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونذكرك بأهمية الاستغفار وبضرورة الإكثار من الصلاة والسلام على رسولنا المختار، فإن في ذلك ذهاب الهموم والغموم، بحول الله وقوته.

كما نرجو أن تكثري من ترداد دعاء يونس عليه وعلى نبينا صلاة الله وسلامه، (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) قال العظيم القريب المجيب (فاستجبنا له ونجيناه من الغم) والنجاة ليست ليونس عليه السلام وحده، ولذلك قال العظيم الكريم: (وكذلك ننجي المؤمنين).

الغم حزن لا يعرف له الإنسان سبباً، وعليك بالتسبيح وكثرة السجود لربنا المعبود، فقد قال العظيم لرسوله: (ولقد نعلم أنك يضيق صدرك مما يقولون) ما هو الحل يا ربنا؟ قال الكريم: (فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين * واعبد ربك حتى يأتيك اليقين).

أرجو أن تحافظي على ما طلبناه منك، واستمري في التواصل مع موقعك، وكل من في موقعكم يتشرفون بخدمة الأبناء والبنات، ونسأل الله أن يوفقكم وأن يرفعنا جميعاً عنده درجات.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً