الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أستطيع التحدث أمام الجمهور وأعاني الخوف أثناء المقابلات، فما التحليل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عمري 26 سنة، أنهيت المرحلة الجامعية، أعاني من عدم القدرة على التحدث أمام الجمهور، أو القيام بعرض تقديمي لمشروع أو شرح عن موضوع معين، حيث أنني أشعر بالخوف الشديد الذي يجعلني لا أستطيع التحدث براحة، ويكون صوتي ضعيفاً، ولا أستطيع ترتيب الأفكار، مما يجعلني أتجنب القيام بها.

وأيضا عندي مشكلة الخوف قبل وأثناء المقابلات، ويكون صوتي منخفضاً، ولا أستطيع استيعاب الكلام بشكل جيد، هل يوجد علاج يؤخذ قبل هذه المواقف؟ وهل يوجد علاج؟ هل هو نوع من الرهاب الاجتماعي؟ لأني على مستوى الأصحاب والمشاركات الاجتماعية ممتاز، ولا مشكلة لدي.

أنا صاحب الاستشاره رقم 2257004

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.
نعم الذي تعاني منه هو نوع من الرهاب الاجتماعي البسيط، حيث إنك لا تواجه أي مشكلة في المحيط الذي فيه إلفة ومعارف، لكنك تجد صعوبة في مواقف أخرى، كالتحدُّث أمام الجمهور مثلاً، وحين نتحدث عن الجمهور يعني وجود غرباء، وسط الناس الذين سوف تُخاطبهم.

أيها الفاضل الكريم: المبدأ الأساسي هو تحقير هذا النوع من الشعور، وأنا أؤكد لك أن كل مشاعرك ليست حقيقية، ما يأتيك من شعور أنك سوف تفقد السيطرة على الموقف، أو أن الآخرين يقومون بملاحظتك، أو أنك تتلعثم، أو ترتعش؛ هذا ليس صحيحًا أبدًا، ما قد يأتيك من تسارع في ضربات القلب عند المواجهات هو أمر طبيعي جدًّا، حيث إن إفراز مادة الأدرينالين عن طريق الجهاز العصبي اللاإرادي قد تزيد عند هذه المواجهات، لكن هذه عملية فسيولوجية طبيعية جدًّا.

أنا حقيقةً أنصحك بأن لا تتجنب، إنما تواجه، وهنالك مواجهاتٍ طيبةٍ وجدناها مفيدة للناس، أهمها صلاة الجماعة، وأن تُصلِّي في الصف الأول، ويا حبذا لو كان ذلك خلف الإمام، وأن تتصور نفسك في مكان الإمام، هذا الخيال الجميل يعطيك شيئًا من الثقة الكبيرة في نفسك.

وأريدك أيضًا أن تطوّر من مهارات التواصل لديك، اعلم أن هنالك ثلاثة أمور يجب أن نلاحظها حين نتحدَّث مع الناس: تعابير وجوهنا، ونبرة صوتنا، وحركة جسدنا، خاصة حركة اليدين، هذه حين تكون بسلاسة وإتقان دائمًا تُسهّل للإنسان طريقة التواصل مع الآخرين. تعابير الوجه يجب أن تكون منبسطة، وأن يكون هنالك نظر العين للعين بقدر المستطاع، واعلم أن تبسُّمك في وجه أخيك صدقة، نبرة الصوت حين تكون معتدلة ومتناسقة تعطي شعورًا إيجابيًّا كبيرًا لدى الطرف الآخر، وحركة الجسد: لا تُشير لأحد بيدٍ واحدة أبدًا، إذا اضطررت أن تستعمل يدك أثناء الكلام، وهذا أمرٌ مرغوب كثيرًا في بعض الأحيان، يجب أن يكون ذلك عن طريق اليدين، وهكذا.

أخي الكريم: ممارسة رياضة جماعية أيضًا سيفيدك فائدة كبيرة جدًّا، وأن تكون دائمًا في الصفوف الأولى: أن تذهب للمجمّعات التجارية، أن تذهب إلى الميادين الرياضية، أن تحضر المحاضرات الدينية وغير الدينية، أن تكون لك مشاركات فاعلة وحقيقية، هذا يزيل عنك الخوف تمامًا.

أما بالنسبة للدواء فأنا أبشرك وأقول لك: نعم، توجد أدوية آنية، وتوجد أدوية نفضل استعمالها لفترة طويلة، من الأدوية الآنية عقار يُسمَّى (إندرال/بروبرالانول) يمكن تناول عشرين مليجرامًا ساعتين قبل المواجهة، هو جيد جدًّا، لأنه أحد كوابح البيتا التي تتحكّم في إفراز مادة الأدرينالين ممَّا يُقلِّل من ضربات القلب، وعليه يعطي الإنسان الشعور بالأمان، وهنالك عقار آخر يُسمَّى (ألبرازولام) أو (زاناكس)، هو أيضًا جيد، لكن نخاف أن يتعوّده الناس، لذا لا ننصح به كثيرًا.

تطبيق تمارين الاسترخاء خاصة تمارين التنفّس التدرُّج (الشهيق العميق والزفير) وهكذا، هذا أيضًا تفيدك كثيرًا، فاحرص عليها – أيها الفاضل الكريم - .

أما الدواء الذي أريدك أن تتناوله لفترة ستة أشهر فهو العقار الذي يُسمَّى بـ (زيروكسات CR) واسمه العلمي (باروكستين)، دواء رائع جدًّا، ابدأ في تناوله بجرعة 12.5 مليجراما يوميًا لمدة شهرٍ، ثم اجعلها خمسة وعشرين مليجرامًا يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى 12.5 مليجراما يوميًا لمدة شهرين، ثم 12.5 مليجراما يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم 12.5 مليجراما مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناوله، دواء رائع، مفيد، لا يُسبِّبُ الإدمان، فقط ربما يفتح شهيتك قليلاً نحو الطعام، وأيضًا قد يؤخِّر القذف المنوي عند الجماع لدى المتزوجين، لكنه لا يؤدي لأي اضطرابٍ في صحة الإنجاب أو الذكورية عند الإنسان.

كما نرجو منك أخي الفاضل مراسلتنا من إيميل واحد؛ حتى لا تتداخل علينا استشاراتك.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً