الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من نوبات هلع ووساوس، فهل تنصحونني بعلاج دوائي؟

السؤال

السلام عليكم

شكرًا جزيلاً على حرصكم على إرشادنا، وأسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناتكم.

أصبت منذ زمن طويل بنوبات الهلع ووساوس كثيرة من فقدان السيطرة والجنون والموت، ومن أذية النفس، فتعالجت بدواء الفلوكستين، وصرت والحمد لله بخير، لكن ما زال يراودني في بعض الأحيان بعض من القلق التوتر، وخاصة إذا كان السبب واضحا، فأبدأ بمحاورة داخلية، والبحث عن ما أشعر به، فهل ما أعانيه هو انتكاسة أم ماذا؟ وما تشخيص حالتي؟ وهل تنصحونني بأخذ علاج دوائي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيرًا، وأنا أشكر لك كثيرًا –أخي الكريم– ثقتك في الشبكة الإسلامية، ومشاركتك هذه.

الحمد لله تعالى أنت قمتَ بمقابلة الأطباء – كما ذكرتَ – وتمَّ تشخيص حالتك، ومن ثمَّ تناولت العلاج الدوائي، وهو الـ (فلوكستين)، وقطعًا يكون الطبيب قد زوّدك بإرشادات مصاحبة.

الآن ما يشغلك هو شيء من القلق الذي يظهر عند التوتر، وتأتيك هذه الأفكار ذات الطابع الوسواسي، والتي تتمثّل في قيامك ببعض الحوارات الداخلية، والذي يظهر لي أن هذا نوع من القلق النفسي التوقُّعي، وأنا لا أعتبر حالتك انتكاسة، إنما هي هفوة، والهفوات قطعًا أقلَّ من الانتكاسة بكثير.

أنا أرى أن تركِّز كثيرًا على ممارسة الرياضة، والتمارين الاسترخائية، وأن تُحسن إدارة وقتك، وأن تتواصل اجتماعيًا، وأن تحرص على الصلاة في وقتها، وأن يكون لك ورد قرآني يومي، والحرص على الدعاء والذكر، خاصة أذكار الصباح والمساء، وأن تُقلِّل من أوقات الفراغ: الحمد لله لديك عمل، وهذا العمل يستغرق منك وقتًا، وهذا أمرٌ طيب، لكن أيضًا أحسن التواصل الاجتماعي.

لا تنس ممارسة الرياضة – كما ذكرتُ لك – هذا يُساعدك كثيرًا، وإن شاء الله تعالى الفلوكستين يفيدك أكثر، وأنت لم تذكر الجرعة، لكن حالتك هذه ربما تتطلب جرعة أربعين مليجرامًا – أي كبسولتين – يوميًا، على الأقل لمدة شهرين، ثم بعد ذلك يمكن أن تخفضها إلى كبسولة واحدة، إذا كانت هذه جرعتك المقررة من قِبل الطبيب، وأيضًا تحتاج لأن تتناول مضادًا بسيطًا للقلق، وأفضل دواء هو الـ (سلبرايد) والذي يُسمَّى تجاريًا (دوجماتيل)، تناوله بجرعة خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم خمسين مليجرامًا مساءً لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناوله.

بارك الله فيك، وأشكرك كثيرًا على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً