الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لماذا لا يكون للرجل رمز أو دليل على أنه عفيف ولم يزن قط؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

لدي سؤال لطالما راودني ولم أجد له جوابا مقنعا، السؤال يتعلق بغشاء البكارة لدى المرأة الذي يعبر على أنها عذراء وعفيفة، لماذا لا يكون للرجل رمز على أنه عفيف ولم يزن قط؟ لماذا اقتصر الأمر على المرأة فقط؟

في عصرنا الحالي الرجل يرتكب جميع المعاصي من بينها الزنى ولما يصل للزواج يشترط أن تكون شريكة حياته عفيفة ولم يسبق لها أن دخل عليها رجل قط، لماذا هذه التفرقة؟

أرجو الإجابة في أقرب وقت ممكن، وشكرا جزيلا، ووفقكم الله لما فيه الخير للعباد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خديجة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- ونشكر لك السؤال والاهتمام، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يهدى الشباب والفتيات، وأن يرزقهم العفة وكريم الخصال، وأن يحقق بهم ولهم في طاعته الآمال.

لا شك أن العفة والطهر مطلوبة عند الرجل وعند المرأة، وهي طاعة وطهر وكمال، وتساهل المجتمعات في أخطاء الذكور ليس في مكانه الصحيح والخطأ مرفوض من الطرفين، وصيانتنا لأعراضنا تبدأ من صيانتنا لأعراض الآخرين، كما أن العدوان على أعراض الآخرين يجلب التهديد لأعراضنا.

والمتأمل في هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- في توجيهه لمن جاء يستأذن في الزنا يدل على معاني جميلة، حيث قال النبي -صلى الله عليه وسلم- للشاب (أترضاه لأمك لأختك لعمتك لخالتك) وكان الشاب يرفض، ويردد "لا يا رسول الله جعلني الله فداك"، وقد حرك النبي في الشاب كوامن الغيرة عند الشاب، وهي عاصم للشاب فما زنا غيور قط.

والنبي -صلى الله عليه وسلم- ذكر مجموعة من النساء، وكأنه أراد أن يشعر الشاب بأن أي امرأة تمشي على وجه الأرض لا بد أن تكون بنتا أو أما أو أختا، وهذا الشعور يضاعف حرص الشاب في المحافظة على الأعراض.

ومسؤولية أولياء المرأة كبيرة في السؤال عن من يتقدم لبناتهم، مع ضرورة تربية أبنائهم على العفة التي تبدأ من حفظ البصر والسمع، بل والقلب من الخواطر السيئة.

وأرجو أن تفهم المرأة أن الحرص الزائد على عفتها سببه كونها موضع الحرث، وأنها الدرة المصونة، واختلاط مياه الرجال في رحمها فيه تضييع للأنساب ومجلبة للأمراض التي تطارد العابثين من الرجال والنساء على السواء، ومن هنا اقتضت حكمة الحكيم أن يكون خاتم العفاف في الموضع الذي يزرع فيه الولد.

وعلى كل فتاة المحافظة على رمز عفتها، وصاحبة الفطرة السليمة تسعد بذلك بالإضافة إلى أنها لا تقبل تعدد الأزواج بخلاف الرجل الذي يمكن أن يتزوج مثنى وثلاث ورباع، والمرأة هي الأصدق في مشاعرها ويصعب عليها أن تضع في قلبها سوى حبيب واحد وكل ما مضى يدل على حكمة الحكيم الذي أتقن كل شيء.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يحفظك ويحفظ بنات المسلمين وشبابهم من الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

لا يوجد صوتيات مرتبطة

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات