الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل السوليان يكفي لعلاج ثنائي القطب؟

السؤال

السلام عليكم.

هل السوليان وحده يكفي لعلاج ثنائي القطب المصحوب بالرهاب والاكتئاب؟ وكم جرعته؟

وهل في حالة استخدام مضادات الاكتئاب في الثنائي القطبي أن تدفع إلى الاكتئاب لا إلى الهوس؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عصام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

السوليان والذي يعرف باسم أبسلبرايد نستطيع أن نقول أنه يعالج الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، وهو يعتبر من أدوية الدرجة الثانية وليس من أدوية الدرجة الأولى، وإن كان في بعض الدول مثل إيطاليا يعتبر دواء واسع الانتشار، بل يعتبر من أدوية الدرجة الأولى لعلاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية بقطبيه الاكتئابي والهوسي.

بالنسبة للرهاب إذا كان مرتبطاً بالقلق فالسوليان يساعد كثيراً جداً في علاجه، الجرعة أيها -الفاضل الكريم- يمكن أن تصل إلى 600 مليجراما في اليوم، في حالة الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، وفي حالات أخرى قد ترتفع الجرعة حتى 1200 مليجرام في اليوم، لكن جرعة 400 إلى 600 مليجراما، وهي كافية بالنسبة لجميع الحالات أو معظم الحالات، وذلك حسب ما نلاحظ من تعاملنا مع بعض الحالات التي تتناول هذا الدواء.

ولا بد أن ألفت النظر -أخي عصام- إلى حقيقة هامة وهي:
أن السوليان بالرغم من أنه دواء رائع لكنه يرفع هرمون الحليب، والذي يسمى برولاكتين، ولذا لا نعتبره دواء جيداً، ولا ننصح به في حالة النساء خاصة إذا كانت المرأة لا زالت في عمر الإنجاب، لأنه يؤدي إلى اضطراب كبير في الدورة الشهرية، وبالنسبة للرجال ربما يؤدي إلى تضخم في الثدي، وأيضاً قد يؤدي إلى ضعف بسيط في الأداء الجنسي لدى بعض الرجال، هذا قد يحدث وقد لا يحدث، لكن هذه ملاحظة لا بد أن ألفت النظر إليها.

في حالة استخدام مضادات الاكتئاب في حالة الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، وهذا هو سؤالك الثاني، هذا قطعاً لا نؤيده ولا ننصح به إلا في نطاق ضيق جداً؛ لأن مضادات الاكتئاب بصفة عامة ربما تعجل من الانتكاسات حتى وإن عالجت القطب الاكتئابي في وقته، لكن قد تؤدي إلى ما يعرف بظاهرة الباب الدوار، وهو أن النوبات تكون متتالية ومتعددة حتى وإن كانت بسيطة، قطعاً مضادات الاكتئاب قد تدفع الإنسان نحو القطب الهوسي، ولا تؤدي إلى الدفع نحو القطب الاكتئابي، لكن كما ذكرت سلفاً ربما تؤدي إلى تعدد الانتكاسات، هوسية كانت أم اكتئابية وهذا يسمى بالباب الدوار، هذا لا يعني أن مضادات الاكتئاب ممنوعة على الإطلاق في حالة اضطراب الوجداني ثنائي القطبية خاصة إذا كان القطب الاكتئابي هو القطب المهيمن والأقوى ويمكن استعمالها لكن بحذر، والأدوية التي ننصح بها هي عقار ببريبيون أو عقار زيروكسات، ويجب أن يكون استعمال مضادات الاكتئاب في مثل هذه الحالات تحت الإشراف الطبي النفسي المباشر..

بارك الله فيك ونشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً