الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رغم استمراري في العلاج ما زلت أعاني من الهلع والوسواس

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم جزيل الشكر عن النصائح والمجهوات التي تقومون بها.

أنا شاب عمري 23 سنة، عانيت منذ 3 سنوات نوبات هلع كانت شديدة، وبعد إجراء عدة فحوصات للقلب والرئة -وكانت كلها سليمة- استنتجت أن المشكلة نفسية نظرا لكوني كنت أمر بظروف دراسية صعبة، بسبب الفشل في استكمال الدراسة.

ذهبت لطبيب نفسي، وصف لي: ألبراز، سيرمونتيل، سباسماغ، باروكزيتين، لمدة 7 أشهر، بعدها تيسرت أموري والتحقت بالدراسة من جديد، علما أني استمررت على تناول الدواء، وزرت طبيبا آخر؛ لأني لم أعد في المدينة السابقة، أبقى لي الطبيب على دواء الباروكزتين، ثم استبدله بالايستالوبرام، ثم السيبراليكس، لمدة سنتين وأنا آخذ هذه الأدوية، لكن مع ذلك لم أسترجع حالتي الطبيعية، أستقر ثم أنتكس ورجعت نوبات الهلع.

أشعر أنني مصاب بوسواس التنفس، أقضي يومي في مراقبة تنفسي، كما أشعر بضغط حول أنفي ومنطقة الفك، وأصبحت أخاف حتى من أبسط الأمور، مثلا أصبت بحبوب في الفخذ، فلم أنم، شككت أنه سرطان.

عندما أحاول الذهاب للجامعة أخشى المسافة الطويلة، ليس لأنني سأتعب، ولكن أعتقد أنني سأفقد التوازن، وأيضا أخاف أن أموت بسبب الاختناق، ودائما أبحث عن فيديوهات تشرح كيف تتم عملية التنفس.

أعاني الخوف من كل شيء، أفكاري ترعبني، رغم أن مشاكلي كلها -بفضل الله عز وجل- تيسرت، وأعيش حياة جيدة، لكني لا أستمتع بها بسبب الخوف والقلق والوسواس، أشعر أن الدواء لم يعد ينفعني بشيء، وأنه ليس العلاج المناسب لي، لأنني سأبقى على هذا الحال.

أحيانا تأتيني فكرة أن ألقي بنفسي من النافذة، لكني أتعوذ بالله من الشيطان، لا أستطيع النوم، الضغط الذي على أنفي لا يفارقني إلا إذا كنت منغمسا في فعل شيء معين، أصبحت كثير الشكوى من الأمراض والتعب، تعبت من حياتي، هل هناك أمل في علاجي؟ وهل يمكن أن أعود كما السابق؟

أعتذر كثيرا عن الإطالة، لكني شعرت أنها فرصة كي أشرح وأخرج كل أفكاري وأحاسيسي، جزاكم الله خيرا على مجهوداتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالحمد لله أنك توصلت إلى قناعة أن اضطراب الهلع الذي أصابك هو مرض نفسي محض، وليس مرضًا عضويًا، وبذلك تكون كل الفحوصات طبيعية.

الشيء الآخر: طبعًا اضطراب الهلع هو من اضطرابات القلق، وقد يكون مصحوبًا بأعراض قلق وتوتر، وهذا ما حصل معك، ومخاوف وسواسية، هذا من ناحية تشخيصك -أخي الكريم-.

الباروكستين فعّال في نوبات الهلع وفي القلق، أما السبرالكس – أو الاستالوبرام – فهو فعّال في اضطراب الهلع، ولكنّه غير فعّال في علاج الوسواس، وهذا قد يفسِّر ما يحدث معك الآن.

الآن أكثر الأعراض التي تعاني منها هي الوسواس والاكتئاب – أخي الكريم – فالأفكار الانتحارية هي أعراض اكتئاب، ولذلك قد يكون الأفيد لك الـ (سيرترالين)، السيرترالين فعّال في علاج الوسواس القهري والاكتئاب والهلع معًا، فقد يكون من الأنسب أن تستبدل العلاج بعلاج السيرترالين – أو الزولفت – ويجب أن يكون هذا بالتشاور مع الطبيب النفسي.

ولا تنس – يا أخي الكريم – العلاج النفسي، العلاج النفسي مهمٌّ جدًّا مع العلاج الدوائي، وقد يُساعدك -بإذن الله- إلى أن ترجع إلى حالتك الطبيعية.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا محمود

    السلام عليك اخى الكريم
    انا كنت مثلك اعانى من الهلع والخوف من الموت المفاجىء
    واخذت ادويه واستمريت سنين الى ان تحسنت حالتى
    اخى الكريم الثقه بالنفس هى الاساس
    ثق بنفسك
    عندما تشعر بالهلع قل له مرحبا فماذا بعد هذه النوبه لقد حدثت كثيرا ولم اموت بل انت بالفعل اخى الكريم تعيش حقا الان

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً