الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التعامل مع تصرفات أخي الطفولية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لدي أخ عمره 16 سنة، في الصف الأول الثانوي، يقوم بتصرفات لا يقوم بها إلا الأطفال في أغلب الأحيان، وجميع من حوله يضحكون عليه في المنزل أو الشارع، ويصفونه بالغباء منذ الصغر، فأصبح بليداً، أي تصرفه طفولي، ويوصف بالغباء ويضحك عليه من حوله! يضحك معهم ولا يفكر في الأمر ويمضي ولا يعرف محاسن أو مساوئ هذا التصرف الذي تصرفه!

كما أنه ضعيف في الدراسة مع اجتهاده ورغبته في النجاح، وهو لا يعاني من أمراض سوى أنيميا وراثية ولله الحمد، وكامل البنية، وشخص مرح ومحبوب (من تصرفاته أنه إذا قام طفل صغير مثلاً في الخامسة بإزعاجه أو معاندته فإنه يضربه ضرباً مبرحاً ولا يفكر في عواقب الأمر أو كان شخصاً كبيراً لا يستطيع ضربه فإنه يضربه ولا يفكر أنه شخص كبير).
كما أنه يحب العمل، ويحب مساعدة الناس، وإذا أغضبته تستطيع إرضاءه بكل سهولة، وهو راضٍ عن هذه الحالة لقلة فهمه وتفكيره! أفيدوني عن حل لحالته.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو شهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مما وصفته نستطيع أن نقول: إن هذا الأخ عافاه الله يُعاني من درجةٍ بسيطة مما يُعرف بالتخلف العقلي البسيط، وهذه الحالات تتفاوت في حدتها وشدتها، ويعرف أن حوالي 3% من الناس يُعانون من مثل هذه الحالات.

الشيء الأمثل هو أن تذهب بأخيك لطبيب نفسي أو أخصائي نفسي ليقوم بإجراء اختبارات الذكاء له، والتي من خلالها يمكن تحديد عمره العقلي مقارنةً بعقله الميلادي، وهذا الأمر ربما يكون ذو أهمية، خاصةً لتحديد إن كان يستطيع أن يستمر في التعليم العام أم يجب أن يُنقل إلى مدارس ذوي الاحتياجات الخاصة إن وجدت في منطقتكم .

عموماً هذا الأخ محتاج إلى رعاية خاصة تقوم على التدريب والتكرار، وإفهامه الأشياء البسيطة، وأن يهتم بنظافته، وترتيب ملابسه، وكيفية التفاعل مع الآخرين..وهكذا.

هنالك شيء آخر، وهو أن هذا الأخ الكريم يبلغ الآن من العمر ستة عشر عاماً، وهو لا شك مُقدمٌ على البلوغ إن لم يكن ذلك قد حدث، فلابد أن تقوم أنت بإفهامه وأن تشرح له بلغة بسيطة عن ماهية البلوغ وعلاماته عند الرجل وأهميته، كما أنه لا شك يحتاج إلى حماية حتى لا يغرر به الآخرين، وأرجو أن لا يكون هذا الأمر مزعجاً بالنسبة لك، حيث أني رأيت أنه من الواجب اطلاعكم عليه حتى نتفادى بعض الأخطاء التي حدثت لبعض من يعانون من مثل حالته.
لقد أثبتت الكثير من الدراسات والملاحظات المهنية أن مثل هؤلاء الأشخاص يكون لهم أداء حسن وممتاز في الأعمال المهنية، مثل النجارة والحدادة والسباكة...وغير ذلك، حيث أن مقدراتهم على الاستيعاب الأكاديمي أقل، ولكن يمكن تأهيلهم وتدريبهم مهنياً بصورةٍ أفضل كما ذكرت لك سابقاً.

نسأل الله أن يحفظه ويرعاه.
وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً