الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الخجل وصعوبة في التواصل مع الآخرين

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أولاً: أود أن أشكركم على جهودكم، فقد ساعدتم أناساً عدة، جزاكم الله وبارك فيكم، وجعله في ميزان حسناتكم.

مشكلتي الأولى تكمن فقط في حياتي الاجتماعية فهي لم تؤثر حتى الآن على نفسيتي، أما الثانية فقد بدأت تؤثر على نفسيتي يوماً بعد يوم وحتى الثالثة أيضاً.

المشكلة الأولى: أفقد ثقتي بنفسي عندما أواجه من حولي، لا أتطوع في أي عمل اعتقاداً مني أنني لن أنجزه بالشكل المطلوب، ولكن إذا لم يكن معي أحد أتقن في عملي أكثر، وعندما ألتقي مع الناس لا أبدأ بالكلام، أظل صامتة حتى يتكلم، ويكون كلامي مختصراً جداً.

المشكلة الثانية: معي منذ سن السادسة، حيث يقصر صوتي في الأماكن العامة، في كل مرة أحاول قدر المستطاع أن أرفع من صوتي، ولكن جميع محاولاتي باءت بالفشل، الغريب أنني اكتشفت أن أختي الصغرى لها نفس المشكلة، حتى أقاربي الذين معي في المدرسة قد لاحظوا هذا الشيء، لقد سبب لي مشاكل عديدة مع من حولي، فعندما أريد أن أنادي أحدا فأنا أعجز عن رفع صوتي فأُضطر للذهاب إليه بدل مناداته، وعندما أريد إجابة أحد عن سؤاله لا يلاحظني، حتى عندما أكون مع صديقتي أضطر أن أعيد كلامي أكثر من مرة، أنا أخشى أن يؤثر علي هذا في المستقبل عندما أنتقل لمدرسة أخرى أو أي مكان آخر دون معارف لي.

مشكلتي الثالثة: بدأت مشكلتي هذه السنة، وهي عندما يكلمني أحد أعجز عن النظر إليه، حتى صديقاتي، فعند الحديث معهن لا أستطيع النظر إليهن، أنا حقاً لا أعلم كيف حدث لي هذا في كل مرة أحاول النظر أشعر بارتباك أو أحرك يدي كثيراً، أحاول على الأقل أن أبتسم لكن لا جدوى من ذلك.

ختاماً: أتمنى حقاً أن تساعدوني، فأنا وحدي لم أستطع القيام بشيء، حتى أنني أخبرت أهلي ولكنهم لم يعيروني أي اهتمام، فقدت الأمل، وتعايشت مع مشاكلي ولكنني لا أريدها أن تؤثر علي في المستقبل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ جوري حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك في موقعك إسلام ويب ونسأل الله أن يحفظك وأن يرعاك وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به.

وبخصوص ما تفضلت به فإننا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:

أولا: ما يحدث معك في كل مشاكلك سببه واحد وإن تعددت صوره، وهو ما يعرف بالخجل الاجتماعي أو الخجل المجتمعي، وخلاصته أن الإنسان يكون في طبيعته العادية تماما إذا كان وحده مع المقرب منه، أما إذا انتقل إلى الفضاء الغير معرفي فإنه تتغير حالته ويستشعر أن مراقب، مما يؤثر سلبا على سائر تصرفاته وسلوكه، وهذا يفسر لك عدم استطاعتك رفع الصوت في الأماكن العامة أو عدم إطالة النظر في وجه من يحدثك.

ثانيا: هذه الظاهرة قد تكون فردية وقد تكون جماعية، ولا شك أن الحالة الفردية أشد من الجماعية، وحالتك لا يبدو أنها فردية بل ذكرت أن أختك كذلك، وهذا يعني أن الأمر أهون بأمر الله تعالى.

ثالثا: هذه الحالة لن تستمر طويلا فلا تقلقي، وتصرف أهلك معك هو لون من ألوان العلاج، لأن هذه الحالة تزيد بكثر متابعتها والتفكير فيها، أما إهمالها فيقللها بصورة كبيرة.

رابعا: إننا ننصحك بما يلي:

1- البداية تكون بالمواجهة: واجهي ذاتك بأن ما أنت فيه هو خجل لكنه مبالغ فيه، ولابد من إصدار تحد بداخلك على هزيمة هذا الشعور.
2- ابدأي التحد بالتعرف على من يشابهك خجلا من أهلك أو من صديقاتك.
3- تفاعلي مع مجموعات ليست كبيرة بل هي أقرب إلى الدائرة الصغيرة المتنوعة من الأهل وغير الأهل، من المدرسة ومن الجيران ومن المسجد ومن المكتبة وهكذا.

4- في مجموعاتك الصغيرة ابدأي بتخصيص 10 دقائق للحديث عن أمر تتقنيه ولا يعرفه بقية الحاضرين، ولا بأس أن يبدأ هذا مع الأهل.
5- تعرفي على مجموعات جديدة لكن آمنة، ولا بأس أن يكونوا في البداية أصغر منك سنا، المهم أن تكوني بينهم بمنزلة القائد.

وأخيرا: لا تعتبري ما أنت فيه مرضا، بل وطني نفسك داخليا أن الخجل ممدوح بل هو من أكثر ما يمدح في المرأة، وأن الجرأة للمرأة وخاصة البنات أمر مذموم، فأنت على هذا الحال فتاة متميزة والحمد لله، لكن كل ما في الأمر أن الخجل المبالغ فيه لابد من الوقوف أمامه ومعالجته بهدوء وبلا تعجل.

نسأل الله أن يحفظك وأن يرعاك والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا فاطمة الزهراء

    موضوع مفيد شكرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً