الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية إبعاد الطفل عن الشذوذ في تصرفاته

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كيف يمكن تربية الولد حتى يصبح لديه شخصية قيادية قوية في اتخاذ القرار والتطبيق العملي؟ فأنا لدي ولد عمره ثلاث سنوات وشهر، وهو يقلد حركات وتعبيرات، وكلام وصراخ، وبكاء ابنة الجيران التي تصغره بسبعة أشهر!

ورغم أن لديه أطفالا آخرين يلعب معهم؛ ولكنه لا يقلد سوى هذه البنت، وأنا أقول له: يا ماما لا تقلدها فهي بنت وأنت ولد، يجب أن تكون رجلاً تتحدث، وتضحك من غير ميوعة! فأنا أخاف أن ابني تكون عنده الشخصية التي تتبع الاَخرين وليس التي تقود!

أرجوكم أفيدوني: هل هذا التقليد يؤثر على شخصيته؟ وكيف أدربه ليكون قائداً وليس تابعاً؟

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nada حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعاً رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.

فلا داعي للقلق، فإن هذا الطفل لازال صغيراً، ولكن تقليده لهذه الطفلة التي تصغره ربما كان دليلاً على حاجته لمزيد من العطف والحنان والرغبة في لفت الأنظار، ولن نستطيع أن نصنع قيادات إلا إذا منحناهم عطفنا واهتمامنا، وقد مدح النبي صلى الله عليه وسلم صالحات نساء قريش فقال: (أحناهن على ولد في صغر)، وعندما نتأمل هذا المعنى نلاحظ أن قادة الفتح الإسلامي والأئمة كانوا من قريش؛ لأن جرعات العطف تكسب الطفل الثقة في النفس، وتمنحه الأمن والاستقرار؛ فتمتلئ نفسه بالمعاني النبيلة، وهذا من أهم مؤهلات القائد الناجح، ولا شك أن هذا الطفل لاحظ أن هذه الطفلة عندما تصرخ تجد الاهتمام وتلفت الأنظار فهو يرغب في ذلك أيضاً.

ومن مصلحة الطفل إبعاده عن كل شذوذ في الملبس والتصرفات، ومنحه مقداراً من الحرية، ومن الضروري تشجيعه على التصرفات الإيجابية وتدربيه على الاعتماد على نفسه في أكله وشربه، وشراء ملابس يسهل ارتداؤها وتعليمه الاعتماد على نفسه في تنظيف نفسه، وتدريبه على المشاركات في الأعمال مثل النظافة، خاصة إذا كان هو سبب انتشار الأوساخ.

ومما يساعدنا في تربية قيادات تدريب أطفالنا على الشورى والاستماع لملاحظاتهم والفرح بمشاركاتهم، والإجابة لأسئلتهم مع إظهار الاهتمام بل والثناء عليهم، فإن حب الاستطلاع يدفع لكثرة الأسئلة وهي مظهر إيجابي إذا أحسنا التعامل معها مع ضرورة تجنب التوبيخ والإساءة؛ فإننا نهدم شخصيات أطفالنا عندما نحرجهم أو نسخر منهم أو نطلب منهم السكوت، ويزداد الأمر سوءاً إذا كان ذلك أمام زملائهم والناس.

ولا داعي للخوف من التقليد في هذه السن فقد ذكرنا أسبابه مع ملاحظة أنه لا يعرف ماذا تعني كلمة تقليد؟ ولا يدرك أضرارها وآثارها، وعليه فلا يجوز أن نتهمه بأنه مقلد وسوف يصبح مقلداً.

واعلمي أن النجاح عندنا يبدأ بالإيمان بالله والحرص على طاعته؛ فبذلك يُنال كل توفيق وفلاح، كما أن قراءة السيرة والاقتداء برسولنا صلى الله عليه وسلم ثم الراشدين، والوقوف مع بطولات سلفنا الأبرار والصحابة الأطهار؛ يدفع الإنسان للمعالي.

وعليك بكثرة الدعاء واللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه، واعلمي أن طاعتنا لله من أهم أسباب التوفيق والنجاح، وكذلك الحرص على اللقمة الحلال، فإن الطعام بذرة الفعال، وكل جسم ينبت من سحت فالنار أولى به.

والله ولي التوفيق والسداد!

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً