الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج الخوف والتعرق من مقابلة الناس

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب أبلغ من العمر 27 سنة، أعزب، موظف والحمد لله، حالتي المادية تعتبر جيدة نوعاً ما، مشكلتي هي الخوف من المواقف حيث تطور معي الوضع إلى التخوف من أي موقف كان، فمثلاً عندما آخذ موعداً مع شخص ما أحاول تأخيره، ومن ثم التهرب بالتحجج بأي أمر، لا أعرف السبب لكني أجد نفسي مضطراً لهذا العمل.

ولا أخفي عليك أن هذا الأمر أثر على علاقتي بالآخرين بشكل كبير، فأنا دائم الرهبة من المقابلة، بالإضافة إلى توتر العلاقة مع والدي، وهو الأمر الذي يضايقني دائماً، وتوتر العلاقة ليس بسبب خلاف ما، بل أخاف من مقابلته!

أيضاً ًحينما أذهب لموعد ما أحس بأن قلبي يكاد أن يخرج من مكانه، وهذا بدأ يحصل معي من سنة تقريباً، أيضاً لا أستطيع النوم براحة فأنا أستيقظ عند نومي أربع أو خمس مرات، بالإضافة إلى عدم قدرتي على ضبط نومي، فأحياناً أنام في النهار وأحياناً في الليل، فأنا لا أقدر أن أبرمج نفسي على نظام معين.

بالإضافة إلى ذلك حينما أتكلم مع أي شخص وإن كان شخصاً عادياً أصاب بتعرق شديد حتى في عز الشتاء! طبعاً في المواقف التي أدخل فيها لمديري أو مسؤول تنزل مني شلالات من العرق والذي يضايقني ويحرجني أمام الآخرين فالكل يسأل لم التعرق؟!

طبعاً أنا مؤمن بقضاء الله وقدره، إحساسي دائماً بأفكار بأن هناك من عمل لي سحراً وغيرها من الأفكار، لكن إيماني بالله الكريم كبير جداً بأن أجد ولو نصف الحل في هذا الموقع، وهل هناك علاجات ممكن استخدمها وتفيدني في حالتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عادل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

كل الأعراض التي ذكرتها ووصفتها تدل على أنك مصابٌ بما يُعرف بالرهاب الاجتماعي، علماً بأن شخصيتك تحمل سمات القلق، أما اضطرابات النوم، فربما تكون نتيجة اكتئاب بسيط مصاحب.

هذه الحالات يُمكن علاجها عن طريق العلاج السلوكي، والذي يتمثل في أن تتخيل وبصورةٍ عميقة ولمدةٍ لا تقل عن ثلاثين دقيقة، وبعدد مرتين إلى ثلاث في اليوم أنك في مواقف اجتماعية تتطلب المواجهة، وليس هنالك مفراً منها، مثلاً عليك أن تتخيل أنه قد طُلب منك الصلاة بالناس يوم الجمعة، أو إلقاء محاضرة لجمعٍ كبيرٍ من الناس، أو تقديم مشروع ما لأحد المسئولين الكبار (هذه التمارين الذهنية أثبتت جدواها العلمية ولكن لا بد أن تقرنها بالتطبيق الواقعي، مع الابتعاد عن التجنب).

أرجو أيضاً أن تمارس أي نوع من تمارين الاسترخاء أو الرياضة، خاصةً الجماعية منها، كما أن حضور الدروس وحلقات التلاوة فيها فائدة كبيرة.

العلاج الدوائي متوفر الآن بكثرة، وهو فعّال وممتاز، وأفضل علاج لك هو الدواء الذي يُعرف باسم (زيروكسات) أرجو أن تبدأ تناوله بواقع نصف حبة ليلاً بعد الأكل، ثم ترفع الجرعة كل أسبوعين بمعدل نصف حبة أيضاً، حتى تصل إلى 60 ملجم في اليوم (3 حبات) ثم تستمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، بعدها تبدأ في التخفيض التدريجي للدواء، ويكون ذلك بمعدل نصف حبة كل شهر.

وأخيراً: أرجو تطبيق الإرشادات السلوكية السابقة، وتناول الدواء، وسيكتب الله لك الشفاء بإذنه تعالى.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر محمد

    شكرا لاجابتك وانا ايضا تحدث معى وربنا يشفينا جميعا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً