الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اكتئاب مزمن ونوبات هلع مستمرة، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

أشكركم على موقعكم المتميز واهتمامكم الرائع والأكثر من ممتاز.

أنا متزوج، وعندي ثلاثة أطفال، وعمري 37 سنة، أصبت باكتئاب وقلق عام، وتابعت مع طبيب لمدة 8 أعوام، كان التشخيص الأولي اكتئابا مزمنا وقلقا عاما، جربت الكثير من الأدوية، وأخذت 4 جلسات كهرباء ولم أشعر بتحسن، وكان دوائي الوحيد الصبر على الألم وفقدان الحياة، وانتظار الأجل، حيث يحسن الله ختامي.

ثم دربت نفسي على الرضا بالقضاء، وهذا ليس بيسير، فهو ليس مجرد كلمة تقال -ولله المنة والحمد-، ثم كان التشخيص النهائي للطبيب اكتئابا مركبا وقلقا عاما زائد نوبات هلع متكررة وطويلة، ثم تركت الأدوية والطبيب، فانتكست أكثر، علما أن الأدوية كانت تساعد بنسبة من 10 إلى 20 في المائة، وأنا أستطيع تحمل هذه النسبة من الألم، ثم مؤخرا أخذت فلوزاك حبة واحدة مع كربابكس 400 مع كويتابكس 50 لا أستطيع النوم بدونه، وقد أكثر من 50 بكثير، شعرت بتحسن جزئي مع الاكتئاب، وما يلبث القلق أن يظهر بقوة أكثر، وجربت البوسبار والدوجماتيل والموتيفال وغيرهم ولم ينفع، فزدت حبة فلوزاك أخرى فخف القلق قليلا.

ثم منذ شهر تحول القلق لكابوس، وكذلك نوبات هلع طويلة ومستمرة، وكنت آخذ لها حقن هالوبيرودول مع تافجيل، ولكن أصبحت بلا جدوى، فأخذت منذ أسبوع حبة سبرالكس 10 مع 2 فلوزاك 20 مع كربابكس 400 مع كويتا بكس 50 شعرت يتحسن نوعا ما، فهل أستمر كذلك أم ماذا؟ علما بأن الكرياتنين عندي دائما 2.4 وعملت فحوصات للكلى، فكانت سليمة مائة بالمائة، فقيل بسبب كمية الأدوية، ولا أستطيع تخفيض الكمية، هل ما أخبرني به الطبيب بأني سأستمر على الأدوية مدى الحياة صحيح لأن اكتئابي مزمن؟ علما أنه لا يصبرني إلا التفكير في حسن الختام فما رأيكم؟ علما بأني أقوم بواجباتي تجاه زوجتي وأولادي وعملي رغم الألم وانعدام أي طعم للحياة، أفعل ذلك كرجل يخاف الله إذا قصر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء.

أخي الكريم: حالتك الآن مشخصة ومعروفة، وأنت تتابع مع الطبيب، والمتابعة بالفعل تعتبر أمراً مهماً وضرورياً، خاصة المتابعة مع الطبيب الذي ترتاح له. العلاج له أربع مكونات أخي الكريم وهي: العلاج الدوائي، والعلاج الاجتماعي، والعلاج الإسلامي، والعلاج النفسي.

العلاج الاجتماعي يحتم على صاحب الاكتئاب أن يقوم بواجباته الاجتماعية مهما كانت ظروفه، وأن يمارس الرياضة، وأن يحسن إدارة وقته هذه علاجات مهمة.

والعلاجات الإسلامية معروفة، وهي الدعاء، والصلاة في وقتها، صلة الرحم، مكارم الأخلاق، والورد القرآني اليومي، وأذكار الصباح والمساء هذه أخي عظيمة جداً.

أما العلاج النفسي؛ فهو استبدال الفكر السلبي بفكر إيجابي وكذلك تبديل المشاعر من سلبية إلى إيجابية، والإنسان لا بد أن يكون حسن التوقعات، وأن يصر على التحسن، وهذا ليس مستحيلا يا أخي الكريم، فأرجو -أخي الكريم- أن تتمسك بهذه المناهج العلاجية.

بالنسبة للعلاج الدوائي -أخي الكريم- وهذا هو جوهر استشارتك: أنا من حيث المبدأ لا أحب تعدد الأدوية؛ لأنها تأكل بعضها البعض وربما يحدث بعض التفاعلات السلبية، لكن لا أقول أن هذا ممنوع، وأنا متأكد أن الأخ الطبيب الذي وصفها لك مقتدر وله كفاءة العلمية والخبرة العملية التي تجعله يقرر ما يفيدك. استوقفني دواء واحد وهو الكربابكس ولا أعرف حقيقة ما هو مسماه العلمي، وبحثت عنه ولم أجد مسمى علميا لهذا الدواء، فإذا كان هو كربونات الليثيام فيا أخي أقول لك: إنها لا تناسبك ما دام الكيرياتين بمستوى 2.4، صحتك الجسدية في هذه الحالة تعتبر مهمة جداً، ولا بد أخي الكريم أن تستقصي عن موضوع الكيرياتين هذا، لأن 2.4 يعني أن هناك نوعاً من الارتفاع، وهذا غير مقبول، ولا يمكن أن نقول إن وظائف الكلى سليمة مع وجود كيرياتين بنسبة 2.4 حيث إن المقاس المطلوب والمقبول هو حتى 1.6. لا أريد أن أزعجك لكن يا أخي الكريم أريدك أن تركز على هذا الجانب وتراجع طبيبك في هذا السياق، فإذا كان الكربابكس والذي تتناوله بجرعة 400 مليجرام هو الليثيام لا بد أن تتوقف عنه، وأنت تتناول الفلوزاك بجرعة 40 مليجرام والسبرالكس بجرعة 10 مليجرام أعتقد أن هذه جرعات كافية من دواءين متميزين.

والكويتابكس أعتقد أنه الكويتابين أو الذي يعرف باسم سيركويل بجرعة 50 مليجرام تعتبر جرعة جيدة جداً، وفي حال التوقف عن الكربابكس يمكن أن ترفع الكويتابين إلى 100 مليجرام ليلاً وتظل على الفلوزاك زائد السبرالكس.

هذا هو الذي أراه أخي الكريم وأرجو أن تركز على كل المحاور العلاجية، والحياة طيبة وجميلة، والسعادة تصنع والفرحة تصنع وتأتي بإذن الله تعالى، فأرجو أن تكون متفائلاً ودائماً حسن التوقعات، وهذا ليس خداعاً للنفس أبداً..

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا Houria

    ربي يشفيك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً