الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد برنامجا علاجيا دوائيا للوسواس القهري.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاكم الله خيرا، وبارك الله فيكم، وأحسن الله إليكم، وجعل كل تقدموه لنا من إفادة وتبسيط وتيسير للأمور في ميزان حسناتكم.

أنا أعاني من مرض الوسواس القهري ( أفكار مجردة تسلطية ) منذ حوالي 13 سنة, وتعالجت علي أيدي كثير من الأطباء ولكن المرض يذهب ويعود، وفي الفترة الأخيرة تحسنت تحسنا ملحوظا -والحمد لله-, ولكن بعد الزواج أصبح الدواء يمثل لي مشكلة فكل دواء يغيره لي الطبيب دائما يؤثر علي زيادة الوزن، فوزني في زيادة مستمرة، والعلاقة الزوجية من ناحية انعدام الرغبة، وانعدام القذف، وانعدام الرغبة في فعل أي شيء إيجابي ومفيد لذلك تنقلت بين أكثر من طبيب في الفترة الأخيرة، وأكثر من علاج، ولكن بدون فائدة.

أريد من حضراتكم برنامجا دوائيا مع كيفية أخذ الجرعات بالتدرج بدون التأثير علي العلاقة الزوجية كما سبق ذكره, وأريد أن أوضح أني الآن أتناول فافرين مائة جرعتين وانفرانيل 25 جرعتين.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو سفيان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن علاج الوسواس القهري في العادة يكون علاجًا دوائيًا مع علاج سلوكي، وكلما جمعنا بين العلاجين تكون النتيجة أفضل، فلذلك أنصحك في المقام الأول بأن تُضيف مكوّن علاج سلوكي مع العلاج الدوائي، فهذا يؤدي إلى تحسُّن في النتائج، كما يؤدي إلى أنك لا تحتاج إلى جرعاتٍ كبيرة من الدواء؛ لأن معظم أدوية الوسواس القهري الاضطراري للأسف لها مشاكل جنسية، وبالذات في موضوع الرغبة وتأخير القذف، والجمع بينها يزيد من هذه المشاكل.

والآن من الأدوية التي تتعاطاها (الأنفرانيل) هو يؤدي إلى تأخير القذف والمشاكل الجنسية، فلذلك أرى من الأفضل أن تُوقف الأنفرانيل، الحبتين، اسحب حبة لمدة أسبوع، ثم اسحب الحبة الأخرى، واستمر على (الفافرين)، والفافرين مائتي مليجرام، قد تحتاج إلى مائة وخمسين مليجرامًا فقط، مثلاً خمسين مليجرامًا في الصباح، ومائة مليجرام بالليل، وبالذات إذا جمعت معه العلاج السلوكي، فإنك تحتاج إلى جرعة أقلّ – كما ذكرتُ – وتحتاج إلى الاستمرار في الفافرين لفترة لا تقل عن ستة أشهر، وبعد ذلك إذا كان هناك معه كورس علاج سلوكي فعند التوقف عن الدواء (الفافرين) -إن شاء الله- لا ترجع الأعراض مرة أخرى، التوقف عنه يكون بسحب ربع الجرعة كل أسبوع، حتى يتم التوقف منه نهائيًا.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً